وسط تقارير إعلامية مختلفة تتحدث عن عمليات نهب وسرقة واحتجاز للمدنيين، اجتاحت ميليشيا الدعم السريع مدينة ود مدني بولايةٍ الجزيرة، مما يزيد الوضع تأزما، في ظل انعدام أي أفق لحلول سياسية للأزمة.

المثير للدهشة كان إصرار ميليشيا الدعم السريع على دخول ود مدني، ووفق تقارير إخبارية فإن المدينة ذات ثقل اقتصادي وكثافة سكانية كبيرة الثانية، وأن سقوط المدينة يعد تحولًا نوعيًا خطرًا في مسار الحرب.

ويعد سقوط ود مدني تكثيف أقصى الضغوط على الجيش  السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، بالتزامن مع بدء المفاوضات للحلول السلمية.

واعتبر تقرير نشره إندبندنت عربية أن سقوط ود مدني سيتبعه متغيرات على مستوى المسارين العسكري الحربي والسياسي التفاوضي، فهي من الناحية السياسية قد يحرك جمود مفاوضات منبر جدة بوضع مزيد من الضغوط الميدانية على الجيش لصالح تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جدة وقمة (إيجاد) الطارئة الأخيرة.

أما عسكريًا فإن الوضع العسكري الجديد سيفسح المجال أمام قوات “الدعم السريع” للتمدد شرقًا بكل سهولة باتجاه سهل البطانة وصولًا إلى ولايات القضارف المتاخمة للحدود الإثيوبية، وسيضع كل من مدن كسلا وبورتسودان ضمن مرمى أهدافها، وستكون ولاية سنار جنوبًا أقرب محاور الاستهداف القادم، فضلًا عن أن ود مدني هي الرئة التي تتنفس بها بورتسودان وتختنق من دونها، وعبرها تتكامل خطوط الإمداد لـ”الدعم السريع” بسيطرته على طول امتداد خط أنابيب البترول ومفاتيح الطرق القومية.

أمميًا، أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث عن قلقه تجاه التوسع المستمر للأزمة في السودان، محذرًا من أن الاشتباكات التي دارت حول مدينة ود مدني وسط البلاد، التي تعد مركزًا إنسانيًا، تهدد عشرات آلاف المدنيين الذين نزحوا من قبل بسبب الصراع، لافتًا إلى أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب بعد مرور ثمانية أشهر على اندلاعها منتصف أبريل الماضي.

في حين دعا مكتب الولايات المتحدة الأميركية للشؤون الأفريقية قوات “الدعم السريع” المتمردة في السودان إلى الوقف الفوري لهجومها في ولاية الجزيرة، والامتناع عن مهاجمة مدينة ود مدني، والوقف الفوري لأي هجوم لها في الفاشر عاصمة دارفور….

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *