كشف علماء عن سبب غير متوقع لانهيار الإمبراطورية الرومانية قبل 1500 عام، حيث تبين أن الرومان أخطأوا في تقدير قوتهم أمام الفرس الساسانيين، ما أدى إلى تدهور اقتصادي فتح الباب لصعود الإسلام وانتشار سيطرته على المناطق المحيطة.
خاضت الإمبراطورية الرومانية حروبًا طويلة مع الفرس من عام 54 قبل الميلاد حتى عام 628 ميلاديًا للسيطرة على الأراضي والتجارة. واستولى الفرس والساسانيون على الطرق التجارية الرومانية الهامة، مما أدى إلى انهيار الاقتصاد وهجرة السكان إلى مناطق أخرى مثل القسطنطينية.
وتوصلت الدراسة إلى أن الهجرة واسعة النطاق واضطراب الاقتصاد أدى إلى تدهور المدن والمستوطنات في شرق البحر المتوسط. وللتوصل إلى هذه النتائج، قام الباحثون بتحليل حطام السفن في مواقع مختلفة مثل مرسيليا ونابولي وقرطاج والإسكندرية. وكشف التحليل عن تراجع عدد السفن التجارية الرومانية بشكل كبير خلال القرن السابع الميلادي، ما يعكس تعطل التجارة البحرية.
وأوضح الدكتور ليف كوسينز والدكتور حغاي أولشانتسكي أن انهيار طرق التجارة وفشل العمليات العسكرية كان له تأثير كبير على ضعف الإمبراطورية الرومانية.
ويعارض الباحثون النظريات السابقة التي نسبت الانهيار إلى تغير المناخ أو انتشار الطاعون في القرن السادس الميلادي، مشيرين إلى أن الإمبراطورية كانت في أوج ازدهارها الاقتصادي خلال تلك الفترة.
وأكد العلماء أن ربط الانهيار بتغير المناخ أو الطاعون قد يضر بالنقاش الحالي حول تغير المناخ، ويعطي انطباعًا خاطئًا بأن الأزمات البيئية دائمًا ما كانت تحدث، وبالتالي قد لا يُنظر إلى التغير المناخي الحالي بجدية كافية.