كشفت شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة “جوجل”، اليوم الأربعاء، عن أداة جديدة تهدف إلى مساعدة صناع القرار في مدن العالم على اتخاذ خطوات لتقليل التأثيرات الناجمة عن الحرارة الشديدة، إذ يؤثر تغير المناخ بشكل غير متناسب على المناطق الحضرية، خاصة في المناطق المحرومة من المياه، التي تميل إلى أن تكون الأكثر سخونة.
ووفق تقرير لموقع “أكسيوس”، تستخدم أداة “جوجل” الجديدة بيانات درجة حرارة سطح الأرض عالية الدقة المستندة إلى الأقمار الصناعية، وتستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتحديد المباني والأشجار والعوامل الأخرى المهمة، لتحديد مقدار الحرارة الذي يمتصه جزء من الأرض.
ويتضمن التقرير الصادر عن التقنية الجديدة مؤشرات الضعف الاجتماعي، بما في ذلك إحصاءات الدخل، لتحديد المناطق الأكثر احتياجًا إلى الإغاثة من الحرارة.
وباستخدام الأداة المستندة إلى النماذج، يستطيع المسؤولون رؤية كيف تتغير درجات حرارة سطح الأرض المتوسطة في الصيف إذا تم اتخاذ إجراءات معينة، مثل زيادة غطاء الأشجار في حي معين أو تركيب أسقف باردة.
ونقل التقرير عن مانسي كانسال، مديرة منتجات جوجل لمكافحة الحرارة: “في النهاية، نأمل أن تتمكن آلاف المدن من استخدام هذه الأداة لتطبيق الحلول”.
ويلفت “أكسيوس” إلى أنه “في حين يمكن لمسؤولي الحرارة الدفاع عن السياسات، فإنهم غالبًا ما يفتقرون إلى سلطة اتخاذ القرار داخل المدينة أو الحكومة الإقليمية”، بينما “يمكن أن توفر الأداة الجديدة لهؤلاء المسؤولين البيانات لتقديمها إلى رؤساء البلديات أو استخدامها للتقدم بطلبات الحصول على المنح المناخية”.
ارتفاع درجات الحرارة
الشهر الماضي، أشار تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية، إلى أن 15 رقمًا قياسيًا للحرارة على مستوى العالم تحطمت منذ بداية هذا العام، مع تزايد وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة وتكثيف الانهيار المناخي.
كما تم تحطيم 130 رقمًا قياسيًا إضافيًا لدرجات الحرارة الشهرية في أغلب بلدان العالم، إلى جانب عشرات من درجات الحرارة المرتفعة المحلية المسجلة في محطات الرصد، من القطب الشمالي إلى جنوب المحيط الهادئ، وفقًا لما ذكره ماكسيميليانو هيريرا، مؤرخ المناخ الذي يحتفظ بأرشيف للأحداث المتطرفة.
ونقلت الصحيفة عن هيريرا، إن العدد غير المسبوق من الأرقام القياسية في الأشهر الستة الأولى كان مذهلًا “هذا الكم من أحداث الحرارة الشديدة يتجاوز أي شيء رأيناه أو حتى تصورناه من قبل. كانت الأشهر من فبراير 2024 إلى يوليو 2024 هي الأشهر والأكثر تحطيمًا للأرقام القياسية لكل إحصائية”.
وتلفت الصحيفة إلى أن الحرارة الشديدة التي شهدناها العام الماضي، يمكن أن تُعزي إلى حد كبير لمزيج من الاحتباس الحراري بسبب أنشطة الإنسان – الناجم عن حرق الغاز والنفط والفحم والأشجار – وظاهرة “النينيو” الطبيعية، وهي ظاهرة ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط الهادئ الاستوائي، التي ترتبط بارتفاع درجات الحرارة في العديد من أجزاء العالم.
ورغم أن ظاهرة “النينيو” بدأت في التلاشي منذ فبراير الماضي، لكن هذا لم يجلب سوى القليل من الراحة “بعيدًا عن التراجع مع نهاية ظاهرة النينيو، فإن الأرقام القياسية تتراجع بوتيرة أسرع بكثير الآن مقارنة بأواخر عام 2023″، حسب “هيريرا”.
ولفت التقرير إلى أن العالم يشهد كل يوم اكتشافات جديدة في درجات الحرارة على المستوى المحلي “ففي بعض الأيام تسجل آلاف من محطات الرصد أرقامًا قياسية جديدة لدرجات الحرارة القصوى أو الدنيا الشهرية”.