حوّل رجل هندي مبنى إلى محكمة ونصب نفسه قاضيًا بالخداع، ووفقًا لصحيفة هندوستان تايمز الناطقة بالإنجليزية، كشفت الشرطة الهندية حالة احتيال فريدة من نوعها وأوقعت الكثير من الضحايا، ولأول مرة في العالم، قام شخص يدعى موريس صامويل كريستيان، يبلغ من العمر 37 عامًا، باستئجار مبنى، وأنشأ محكمة ونصب نفسه قاضيا، وبدأ بتلقى القضايا للبت فيها وحل النزاعات وإصدار الأحكام الملزمة ونشرت الصحيفة صورته في مكتبه قبل القبض عليه واكتشف أمره عندما قامت الشرطة الهندية بالتحقيق في بلاغ من أحد المتنازعين في قضية مسجلة بأحد المحاكم المدنية بولاية جوجرات في الهند.
وأثناء التحقيقات ظهرت مفاجأة صادمة، حيث أظهر التحقيق أن الهندي موريس صامويل كريستيان، من ولاية جوجرات في ولاية أحمد أباد بالهند، استأجر مبنى وكتب عليه “محكمة منطقة جانديناجار” عام 2019، وبدأ يستقبل المراجعين ويحل النزاعات بين السكان، وأصبح يأخذ عمولة على حل مشاكل الناس، ووظف أصدقاءه معه، وأصبحوا يعملون محامين، وهو القاضي الذي يصدر الأحكام، وظل هكذا لأكثر من 5 سنوات دون أن يكتشفه أحد.
ولم يتم اكتشاف أمر القاضي والمحكمة المزيفة إلا منذ أيام، عندما شعر أحد المتقاضين من سكان الولاية بالظلم من الحكم الصادر ضده، فرفع تظلما للمحكمة الكبرى في الهند، التي فتحت تحقيقا، واكتشفوا أنها محكمة وهمية واعتقلوا القاضي المزيف وأعوانه بعدما كونوا ثروة كبيرة.
واعتقلت شرطة ولاية أحمد أباد القاضي المزيف بعد 5 سنوات من الخداع وتبين أنه أسس المحكمة الوهمية منذ عام 2019، وخدع عملائه بإقناعهم بأنه قاض شرعي، حيث علق موريس كريستيان قائلًا: “الرجل الطيب سيدخل السجن، لقد أصبح مصيري هو السجن لأني فقط أردت حل مشاكل الناس.”
وكشف المتحدث باسم الشرطة الهندية، أن المتهم موريس صامويل كريستيان، 37 عامًا، أصدر أوامر تحكيمية لصالح إسرائيل موكليه في قضايا تتعلق بأراض حكومية، بعدما أسس محكمة تحكيم وهمية لحل النزاعات القانونية، ما أدى إلى اتهامه بالاحتيال والتزوير وتقديم معلومات كاذبة للموظفين الحكوميين، حسبما ذكرت صحيفة “هندوستان تايمز” الهندية.
وتم اكتشاف خدعة القاضي المزيف، عندما قام أحد المتقاضين بتقديم دعوى للحصول على قطعة أرض حكومية، بناء على حكم صادر لصالحه، ليكتشف أن الأوراق التي منحتها له المحكمة مزيفة، وهو ما دفعه لإبلاغ الشرطة.
وكشفت التحقيقات أن القاضي المزيف كان يدير مكتبًا للديكور، يشبه القاعات القضائية، وعين فريقًا من الموظفين والمحامين ليظهر بصورة قاض.
مطللوب في قضايا غش
وعقب القبض على المتهم، اكتشف المحققون أنه مطلوب في قضية غش أخرى تعود إلى عام 2015، وتم الكشف عن عملية احتيال مروعة في غاندي ناجار، حيث انتحل الرجل صفة قاضٍ وأدار محكمة وهمية، وخدع العديد من الأفراد المتورطين في نزاعات على الأراضي منذ عام 2019، وكانت خدعة كريستيان معقدة، حيث أعد قاعة محكمة وهمية، وبها موظفون في المحكمة، هم أصدقاء القاضي المزيف، ليخدع الكثير من الأهالي وجعلهم يعتقدون بأنهم كانوا في محكمة شرعية.
العقل المدبر
وقالت الشرطة الهندية إن كريستيان، العقل المدبر وراء هذه الخدعة المعقدة، كان يستخدم مطرقته لإصدار الأحكام لصالح عملائه، كل ذلك داخل الجدران المصطنعة في مكتبه.
وكان كريستيان يستغل الأفراد غير المطلعين، ويعدهم بحل سريع لنزاعاتهم على الأراضي في مقابل رسوم باهظة، كما تولى دور القاضي، مستغلًا الضعفاء، ومتلاعبًا بمسار العدالة لتحقيق مكاسب شخصية، ففي إحدى الحالات، أصدر كريستيان أمرًا لصالح موكله، موجهًا إلى محصل المنطقة بإضافة اسم موكله إلى سجلات الإيرادات الخاصة بأرض حكومية في إحدى المناطق بأحمد أباد.
وتم الكشف عن عملية الاحتيال عندما اكتشف مسجل المحكمة، هارديك ديساي، أن كريستيان لم يكن قاضيًا حقيقيًا، وأن أمر المحكمة الوارد بالتظلم كان مزورًا. تم تقديم بلاغ بموجب المادتين 170 و419 من قانون العقوبات الهندي، وتم القبض على كريستيان بتهمة الغش من خلال انتحال الشخصية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها كريستيان مخالفات قانونية، إذ سبق أن قُدِّمت له شكوى احتيال في مركز شرطة مانيناجار في عام 2015