يعتبر مجال التحكيم الهندسي اليوم طريقة مثلى لحل النزاعات التي تتعلق بمجال الأعمال الهندسية أي تعود أهمية التحكيم الهندسي إلى أنه يقوم بحل وفض المنازعات أو الخلافات بين الأطراف المتنازعة بعيدًا عن تحكيم المحكمة القضائية القانونية.

وعليه فإن للتحكيم الهندسي طرقًا معتمدة وخاصةً به، حيث يتم تسوية النزاع عن طريق الاعتماد على محكم هندسي مختص في هذا الجانب.

كما ويتضمن التحكيم العمل على إجراءات قانونية تنتمي للمجال الهندسي على وجه الخصوص، إذ سنتطرق في مقالنا اليوم إليها وإلى عدة محاور تتعلق بالتحكيم الهندسي.

ماذا يعني التحكيم الهندسي؟

يمكن القول أنه محكمة مصغّرة غير حكومية تعنى بعملية التحكيم الهندسي، حيث أن المحكم يناقش قضايا التحكيم الهندسي بمشاركة خبراء وأكاديميين من أجل وضع القرار النهائي.

تتم الاستعانة بالتحكيم الهندسي عند إدارة المشاريع الهندسية، لاسيما أنه عند إقامة أي مشاريع هندسية سيتم العمل عليها والمشاركة بين المهندسين، وغيرهم من المسؤولين الذين يمتلكون مهارات وخبرات عالية، وقد يكون هناك آراء مختلفة، وتنشأ الخلافات لسببٍ ما، وهذا ما يستدعي إلى إيجاد حل لها.

لذا يتم تعيين شخصًا بناءً على الاحترافية والخبرات التي يمتلكها في المجالات الإنشائية، وبموافقة الأطراف المتنازعة ليكون المحكم، والذي يصدر الأحكام النهائية.

إن التحكيم الهندسي لا يكون مستقلًا بشكل كامل، بل هو مرتبط وتابع جزئيًا إلى الجهات القضائية الحكومية بالإضافة إلى أن صاحب البتِّ بالأحكام يتم حتمًا الخضوع لأحكامه شرعياً وهندسياً من قِبل الجهات المتنازعة، وذلك من خلال مكتب التنفيذ.

ما هو مفهوم المنازعات الهندسية؟

تعرف المنازعات الهندسية بأنها الخلافات التي تحدث في أي مشروع هندسي إذ ربما تحصل هذه الخلافات بسبب عدم الامتثال، أو بسبب كفاءات العمل، لذا يجب على المحكمين أن يمتلكوا الفهم العلمي في عقود التشييد والعقود الهندسية.

إذ دائمًا ما تحدث نزاعات جديدة في أي مشروع وبتسليط الضوء على المشاريع ذات الطابع الهندسي قد يوجه صاحب العمل أصابع الاتهام للمهندسين أو أحد الكوادر المشاركة بوجود أخطاء فنية أو تنفيذية، أو حاجة المشروع إلى أموال طائلة زيادةً أكثر عن التكاليف الأساسية نتيجة لسوء دراسة المشروع الفنية،
أو ضعف الخبرة في إدارة الإنشاءات، وضعف التنمية بعيدًا عن أصول الاتفاق الرئيسي، وبالطبع قد ينفي المهندس هذا الاتهام، وهذا ما يستدعي إلى إحضار محكمين للاستشارات والتحكيم الهندسي من أجل فض النزاع بين الطرفين وكشف الحقيقة.

كيف يمكن تلخيص دور المحكم؟

في ضوء النزاع، يتم عقد اتفاق بتعيين المحكم من أجل الفصل، تتلخص وظيفته بأن يحل القضايا فيسعى في أول مرحلة إلى وضع الحدود لكي لا تزيد الخلافات، ومن ثم طرح الخلافات من أجل مناقشتها ليعمل على عرض عدة حلول ترضي الأطراف بحيث يستمع المحكم إلى الطرفين فيكون لخبرات المحكم في مجاله المهني دور في طرح الأحكام العامة.

مع التنويه إلى أن النظام القائم على التحكيم الهندسي يجبر المحكم على صياغة أسباب القرار حتى لا يثير الشكوك في أحد الطرفين بوجود يد من الطرف الآخر داخل العملية.

لذا فإن أهم جانب في عملية التحكيم الهندسي هو وجود الخبرة في تنظيم مراحله وتنظيم كل جانب منه لأن الفوضى والخلافات تتصاعد في أي قضية بعيدة عن التنظيم.

ما هي أبرز إيجابيات التحكيم الهندسي؟

بشكلٍ عام، قد وصل التحكيم الهندسي إلى النجاح في حل قضايا الهندسة وقضايا المقاولات، بالتعاون مع المحكمة القضائية.

إذ تميز التحكيم الهندسي بأنه يتم بسرية تامة، وإمكانية القيام بالإجراءات بسهولة، وتوفير الوقت، كما يسمح لك باختيار  اللجنة التحكيمية وهيئة التحكيم الهندسي بالإضافة لمركز التحكيم والقوانين التي تتلاءم معك.

من وجه آخر، عملية التحكيم الهندسي هي عملية حيادية ونزيهة لأن جميع القرارات والتحليلات تكون واضحة وصريحة ولا وجود للسريّة أو للتكتم.

في الختام،  قد أصبح  التحكيم الهندسي الطريقة الأفضل لتحكيم القضايا الهندسية وتقديم الخدمات الخاصة بحل النزاعات المعقدة بين المهندسين والأطراف الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *