تعتمد السياحة العالمية، على حملات دعائية بملايين الدولارات، وخطط تسويقية موسعة، ولكن استطاع «كلب بلدي»، تغيير مفهوم الدعاية بدون إنفاق أي مبالغ مالية، وحقق «الكلب» ما فشلت فيه ملايين الدولارات، عندما ظهر فجأة على قمة الهرم الأكبر في المنطقة الأثرية، ولفت أنظار العالم دون أي تكلفة تُذكر، وأصبح حديث الصحف العالمية ومنصات التواصل الاجتماعي.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي، ضجة كبيرة بعد انتشار فيديو لكلب يتجول على قمة الهرم الأكبر، التقطه سائح أثناء تحليقه بطائرة شراعية، أثار الكثير من التساؤلات حول كيفية وصول الكلب إلى قمة الهرم، التي يبلغ ارتفاعها نحو 150 مترًا.
وربطت وسائل الإعلام هذا الحدث، بالأساطير المصرية القديمة، خصوصًا مع تشبيه «الكلب» بالإله أنوبيس، حارس المقابر الفرعونية.
في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل الحدث، ونستكشف الرابط بين «الكلب» والإله أنوبيس، بالإضافة إلى محاولة تفسير سر وصول الكلب إلى القمة.
– حكاية الكلب والإله أنوبيس
«أنوبيس»، أو «إنبو» في اللغة المصرية القديمة، هو إله الموت والتحنيط في مصر القديمة، وكان يعتبر حارس المقابر والمسؤول عن مرافقة الموتى إلى العالم الآخر. تم تصوير أنوبيس في شكل كلب أو ابن آوى أسود، وكان يُعتقد أنه يحمي الموتى من الأذى والسرقة. ارتباط الكلب بالإله أنوبيس جاء من خلال هذا الدور الحامي، مما جعله رمزًا للحماية والموت في الحضارة المصرية القديمة.
◄ الربط بين الكلب المعاصر وأنوبيس
عند انتشار الفيديو الذي يظهر الكلب فوق قمة الهرم، ربطت بعض الصحف العالمية بينه وبين الإله أنوبيس نظرًا للشبه في المظهر. هذا الربط بين الماضي والحاضر لم يكن مجرد صدفة، بل أتى نتيجة للأسطورة القوية المحيطة بأنوبيس وأهميته في الثقافة المصرية القديمة. وبينما أنوبيس كان يحرس الموتى في المقابر، ظهر هذا الكلب الحديث وكأنه يقوم بدور مماثل من خلال صعوده إلى أعلى معلم أثري في العالم، مما أثار الكثير من التساؤلات.
◄ تفاصيل الواقعة وتفسيرها
الفيديو الذي التقطه السائح مارشيل موشل ونشره على تيك توك أظهر كلبًا يتجول فوق قمة الهرم الأكبر وينبح على الطيور. هذا المشهد الفريد أثار دهشة الكثيرين، وجعلهم يتساءلون عن كيفية تمكن الكلب من الوصول إلى هذا الارتفاع الشاهق. ويعتقد بعض المعلقين على الفيديو أن الكلب قد يكون صعد بحثًا عن مكان هادئ بعيدًا عن الضوضاء، في حين رأى آخرون أن الكلب ربما كان في رحلة روحية إلى قبر الفرعون.
◄ الهرم منطقة مفتوحة للكلاب
بحسب مصدر مسؤول من منطقة الأهرامات، فإن المنطقة المحيطة بالهرم الأكبر مفتوحة وتدخلها الكلاب بشكل طبيعي، موضحًا أن هذه الكلاب تخضع لعمليات تعقيم وتطعيم من قبل جمعيات الرفق بالحيوان لضمان سلامة الزوار. وبالرغم من أن هذه الظاهرة نادرة وغير متكررة، إلا أنها تحدث بين الحين والآخر بسبب طبيعة الموقع الأثري المفتوح.
◄ كيف صعد الكلب؟
رغم كل التفسيرات التي قدمها الخبراء والمسؤولون، تبقى هناك العديد من الأسئلة التي لم تجد إجابة حتى الآن. كيف تمكن الكلب من الصعود إلى قمة الهرم؟ وهل كان هناك من ساعده في الوصول؟ وهل تمكن من البقاء لفترة طويلة دون طعام أو ماء؟ هذه التساؤلات لا تزال بدون إجابة، مما يزيد من غموض هذا الحدث ويجعله موضوعًا للنقاش.
◄ الأهرامات مقابر ملكية
تُعد الأهرامات المصرية واحدة من أعظم معجزات الهندسة المعمارية في التاريخ، وبنيت جميعها في عهد الأسرة الرابعة للمملكة القديمة، وهي تحمل أسماء الملوك الذين دفنوا فيها، يُعتقد أن بناء الهرم كان يمثل مرحلة تطور في عمارة المقابر، حيث بدأ البناء كمصطبة بسيطة حتى وصل إلى الشكل الهرمي الكامل.
اقرأ أيضا| هدية مصر للعالم.. جولة تكشف التفاصيل الكاملة لمقتنيات المتحف الكبير
◄ علاقة الأهرامات بالآلهة
الأهرامات لم تكن مجرد مقابر للملوك، بل كانت رموزًا دينية تُعبر عن العلاقة بين الفراعنة والآلهة. الهرم الأكبر، على سبيل المثال، لم يكن مجرد مقبرة للملك خوفو، بل كان يمثل بوابة إلى العالم الآخر، حيث كان يُعتقد أن الفرعون بعد موته سيصبح إلهًا ويصعد إلى السماء. وبناءً على هذه المعتقدات، كان يُعتقد أن الأرواح الحامية، مثل أنوبيس، سترافق الملوك في رحلتهم الأبدية.
◄ تفسير السلوك الحيواني
من الناحية العلمية، من الممكن أن يكون الكلب قد صعد الهرم بشكل طبيعي بحثًا عن مكان هادئ أو للهروب من الضوضاء المحيطة، قد تكون لديه رغبة في الاستكشاف أو التسلية، حيث تُعرف الكلاب بطبيعتها الفضولية، كما أن الكلاب قادرة على التكيف مع الظروف الصعبة والارتفاعات، مما قد يفسر كيفية بقائه على القمة لفترة طويلة.
◄ تفسيرات روحانية وأسطورية
على الجانب الآخر، يرى بعض الأشخاص أن وجود الكلب على قمة الهرم قد يحمل دلالات روحانية أو أسطورية. فقد اعتبره البعض تجسيدًا لروح حامية، تمامًا كما كان يُعتقد عن أنوبيس في العصور القديمة. هذه النظرة تعززها الأساطير المصرية القديمة التي كانت تربط بين الكلاب والموت والحياة الآخرة.
◄ تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
انتشار الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي يعكس مدى تأثير هذه الوسائل في تسليط الضوء على أحداث غير تقليدية. الحادثة التي كانت قد تمر مرور الكرام، أصبحت حديث العالم بفضل فيديو بسيط نُشر على منصة تيك توك. هذا الحدث يُظهر مدى قوة الإعلام الاجتماعي في نشر المعلومات والأحداث بسرعة فائقة.
◄ أهمية الحماية البيئية في المناطق الأثرية
رغم أن المنطقة المحيطة بالأهرامات مفتوحة، إلا أن الحادثة أثارت تساؤلات حول أهمية حماية المواقع الأثرية من الحيوانات والأنشطة التي قد تُلحق ضررًا بها. الحفاظ على المواقع الأثرية يتطلب جهودًا متواصلة لضمان عدم تعرضها للتلوث أو الضرر بسبب الأنشطة الطبيعية أو البشرية.
تبقى واقعة صعود الكلب إلى قمة الهرم الأكبر واحدة من الأحداث الغريبة التي أثارت اهتمام العالم وأعادت فتح النقاش حول الأساطير المصرية القديمة. ورغم أن هذا الحدث لم يجد تفسيرًا واضحًا حتى الآن، إلا أن وجود الكلب على قمة واحدة من أعظم عجائب الدنيا السبع يجعلنا نتساءل عن قوة الأساطير وأثرها على حاضرنا.
◄ بطل سياحي
أكد أيمن عبد اللطيف، عضو غرفة شركات السياحة، في تصريح لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن الكلب البلدي الذي تسلق الهرم الأكبر وتم تصويره بواسطة سائح كان يطير فوق الأهرامات، أحدث ضجة كبيرة في وسائل الإعلام العالمية، موضحًا أن الخبر لم يتوقف عند هذا الحد؛ فقد انتشرت صور ومقاطع الفيديو للكلب وهو يتنقل بمهارة بين الأهرامات، ما جعله رمزًا غير متوقع للدعاية السياحية المصرية. ملايين المشاهدات والميمز والكارتونيات تدفقت على الإنترنت، وصار الكلب حديث الجميع.
وأضاف عبد اللطيف: «إذا استغللنا هذا الحدث بطريقة ذكية، يمكننا تحويل هذا الكلب إلى معلم سياحي، ببعض العناية به وبعائلته، وتصوير فيديوهات دعائية، يمكن للسياح أن يأتوا خصيصًا لمقابلته».
وأشار إلى أن الكلب البلدي قدم دعاية إيجابية لمصر بدون قصد، على عكس بعض المشاهير على تيك توك الذين يقدمون محتوى يسيء لصورة البلاد ويساهم في تشويه الذوق العام.