اتهمت السويد – أحدث عضو في حلف الناتو – روسيا بإحداث فوضى بيئية في بحر البلطيق، عن طريق انتهاكها لجميع القواعد البحرية المتعارف عليها دوليًا، من خلال السماح لناقلات نفط غير صالحة للإبحار، التي يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة ناجمة عن تصادم للسفن أو تسرب للنفط، الذي تقوم روسيا بنقله عبر المياه الدولية لتجنب العقوبات الغربية.

ويعد بحر البلطيق أكبر مسطح مائي يمزج بين المالحة والعزبة، ويصل طوله نحو 1610 كم وعرضه 193 كم وتصل مساحته 377 ألف كم، بينما يصل طول شواطئه لما يزيد على 8 آلاف كم، ومنذ مايو 2004، ومع انضمام دول البلطيق وبولندا إلى الاتحاد الأوروبي، أصبح البحر مُحاطًا بالكامل تقريبًا بدول الاتحاد الأوروبي، إذ يحده سواحل ألمانيا والدنمارك وبولندا والسويد وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، بجانب روسيا.

أسطول الظل

خلال زيارته لندن للمرة الأولى بعد أن أصبحت السويد عضوًا في الناتو، دعا توبياس بيلستروم، وزير الخارجية السويدي، إلى اتخاذ قواعد وآليات تنفيذ جديدة لمنع أسطول الظل الروسي القديم وغير المؤمن عليه من التسبب في كارثة بيئية ببحر البلطيق، مشيرًا إلى أن كثيرًا منها ليست صالحة للإبحار، أو قريبة من الوصول لعدم الصلاحية، بحسب الجارديان البريطانية.

وتمتلك السويد، التي تم رفع علمها على مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل للمرة الأولى منذ انضمامها رسميًا إلى الناتو، مارس الماضي، وأصبحت البلاد العضو الـ32، قدرات كبيرة في مجال الغواصات والمجال السيبراني، بجانب وسائل دفاعية مدنية هائلة، التي تمثل دفعة كبيرة لقدرات التحالف.

فوضى بيئية

أكد المسؤول السويدي أن روسيا مستعدة لإحداث “فوضى بيئية” في انتهاك لجميع القواعد البحرية، ومن المنتظر أن تتأثر جميع الدول المشاركة في البحر، إذا حدثت مشكلة كبيرة ناجمة عن تصادم أو تسرب نفط من إحدى هذه السفن، لافتًا إلى أن روسيا لا تهتم بحقيقة أن هذه السفن يمكن أن تسبب دمارًا بيئيًا كبيرًا في البحار.

ويمر نحو نصف النفط الروسي المنقول بحرًا عبر بحر البلطيق والمياه الدنماركية، ويستخدم المياه الدولية لمحاولة تجنب التدقيق، وبحسب الجارديان البريطانية يدر الأسطول قدرًا هائلًا من الإيرادات للحكومة الروسية، متجاوزًا العقوبات الغربية التي تحاول منع تأمين الكرملين لوازم الحرب، إذا باعت النفط بأكثر من 60 دولارًا للبرميل.

حرية الملاحة

طالب وزير الخارجية الروسي من كل دولة عضو في المنظمة البحرية الدولية أن تتحمل مسؤولية دعم قواعد وأنظمة المنظمة البحرية الدولية، ووفقًا للصحيفة، فإن لكل دولة الحق في مطالبة السفينة التي لا تعتبر صالحة باتخاذ الإجراء المناسب معها، إلا أن دول الشمال تشعر بالقلق من القيام بتلك الخطوة.

وتتمثل المخاوف في أن تعتقد موسكو أن البلطيق تحول إلى “بحيرة الناتو”، ما يقطع وصول روسيا إلى البحر من سان بطرسبرج وموانئ أخرى مثل كالينينجراد، وعلى الرغم من سماح القانون الدولي باعتراض السفن، لكن بحسب الصحيفة لا يمكن أن يخاطر أعضاء الناتو بأن ينظر إليهم على أنهم يتصرفون مثل الحوثيين من خلال تحدي حرية الملاحة….

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *