في وقت يشهد فيه العالم تصعيدًا غير مسبوق في الأزمات الإقليمية، اجتمع قادة العرب والمسلمين في الرياض لإطلاق رسالة قوية ومؤثرة من قلب العاصمة السعودية، حيث عقد قادة العرب والمسلمين “القمة العربية الإسلامية المشتركة”، برئاسة الأمير محمد بن سلمان وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة ولبنان، حيث وجدت القضية الفلسطينية نفسها في قلب القمة.

وكانت القمة عبارة عن نداء جماعي من الدول العربية والإسلامية من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية، ودعم حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، مع التأكيد على أن القدس خط أحمر، ودعت أيضا إلى المحاسبة الدولية على الجرائم الإسرائيلية.

وجاءت القمة العربية الإسلامية في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وللبنان، ويهدد بتوسيع رقعة الصراع إلى حرب إقليمية، وخرجت برسائل حاسمة تُعبر عن إرادة الأمة العربية والإسلامية في التكاتف والتصدي للأزمات، وإرساء دعائم العدالة والسلام في المنطقة.

الدول المشاركة في القمة العربية الإسلامية بالرياض
الدول العربية: “المملكة العربية السعودية، مصر، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، قطر، البحرين، عمان، الأردن، لبنان، العراق، اليمن، فلسطين، سوريا، المغرب، تونس، الجزائر، السودان، موريتانيا، جيبوتي، الصومال، جزر القمر”.

الدول الإسلامية غير العربية: “تركيا، إيران، باكستان، إندونيسيا، ماليزيا، بروناي، بنجلاديش، أذربيجان، كازاخستان، المالديف، تركمنستان، أفغانستان”.

إدانات قوية ضد إسرائيل
أدانت القمة العربية الإسلامية الجرائم المروعة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والمقابر الجماعية، فضلاً عن الانتهاكات التي تطال النساء والأطفال.

وحملت القمة العربية الإسلامية إسرائيل مسؤولية فشل جهود التهدئة التي بذلتها مصر وقطر بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد تراجع الحكومة الإسرائيلية عن الاتفاقات السابقة.

كما طالبت القمة العربية الإسلامية بفرض عقوبات دولية على إسرائيل، وحشد الدعم لتجميد مشاركتها في الأمم المتحدة، مع دعوة المجتمع الدولي لحظر تصدير الأسلحة إليها.

وأعربت القمة العربية عن دعمها للجهود العربية والمصرية لدعم وحدة الصف الفلسطيني، والعمل على تعزيز التنسيق بين الدول العربية في مواجهة التحديات التي تطرحها السياسات الإسرائيلية، وجددت التأكيد على أن القدس ستظل خطًا أحمر، وأن الدفاع عنها يعد واجبًا جماعيًا.

دعم حقوق الشعب الفلسطيني
أكد المشاركون في القمة العربية الإسلامية على مركزية القضية الفلسطينية، وأدانوا كافة المحاولات الإسرائيلية لتقويض حقوق الفلسطينيين، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع ضرورة تنفيذ القرارات الأممية التي تضمن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.

كما شدد المشاركون في القمة العربية الإسلامية على دعم جهود مصر في تحقيق الوحدة الفلسطينية، وتحفيز المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال ووقف سياسة الاستيطان.

وأبدى القادة المشاركون في القمة العربية الإسلامية دعمًا كبيرًا لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، مع التأكيد على ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها في حماية حقوق الفلسطينيين، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما أكد المشاركون في القمة أن السلام في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه، وحذروا من استمرار تصاعد العدوان الإسرائيلي، والذي يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

اقرأ أيضا | سياسيون و أحزاب: الرئيس السيسي يؤكد على موقف مصر الثابت لدعم حقوق الفلسطينيين

تعزيز موقف لبنان وسوريا

لم تقتصر القمة العربية على دعم فلسطين فقط، بل نددت أيضًا بالعدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا، حيث تم التأكيد على ضرورة احترام سيادة لبنان، ووقف الهجمات على الأراضي اللبنانية، والتأكيد على أهمية إقرار إصلاحات اقتصادية في لبنان لتعزيز قدراته على مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت نتيجة للعدوان الإسرائيلي المستمر.

كما تم التطرق إلى ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل، مع دعوة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لإنهاء انتهاكاتها ضد المدنيين في هذه الدول.

اقرأ أيضا | الرئيس السيسى والعاهل الأردنى يؤكدان رفض التهجير القسري وتصفية القضية الفلسطينية

تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية
وتناولت القمة العربية الإسلامية بالمملكة العربية السعودية ضرورة تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لكل من غزة ولبنان، خاصة في ظل الظروف الإنسانية المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني، كما دعت المجتمع الدولي إلى تسريع وتيرة المساعدات الإنسانية، وطالبت بتسهيل وصول الإغاثات إلى الأراضي الفلسطينية واللبنانية.

دعوة للمحكمة الجنائية الدولية
قدمت القمة العربية الإسلامية بالرياض دعوة إلى المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في فلسطين، ولا سيما جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة، مشددة على أهمية محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب.

أهم رسائل القمة العربية الإسلامية بالرياض
– إدانة الانتهاكات الإسرائيلية في لبنان وسوريا والعراق وحماية سيادة هذه الدول، وضرورة تنفيذ القرار 1701 من قبل الأمم المتحدة لضمان استقرار المنطقة.

– استمرار تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية العاجلة إلى المناطق المتضررة في غزة ولبنان.

– دعم لبنان في مواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي على أراضيه، تأمين سبل العيش الكريم للنازحين في لبنان وتوفير مقومات العودة الطوعية إلى مناطقهم.

– إدانة السياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة في قطاع غزة ولبنان.

– ضرورة تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية، ضد المدنيين في غزة ولبنان، وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة الدولية

– دعم حق دولة فلسطين في الانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية.

تطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتأمين حقوق الشعب الفلسطيني.

– دعم الجهود المصرية والقطرية، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

– إدانة الموقف الدولي المتخاذل وغياب المحاسبة عن الجرائم الإسرائيلية ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي.

– إعادة تأكيد التضامن العربي والإسلامي في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

– التنسيق بين المنظمات الدولية لتعزيز جهود دعم القضية الفلسطينية، بما في ذلك آليات الدعم المالي والإنساني.

– التشديد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة.

– حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

– استمرار التحركات الدبلوماسية العربية والإسلامية على مختلف الأصعدة، للحصول على قرارات في المنظمات الدولية التي من شأنها فرض عقوبات على إسرائيل.