- يبدو أن إسرائيل لا تزال تسعى لإقرار مشروع قانون يكبح عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وفي هذا السياق أعرب الاتحاد الأوروبي اليوم السبت عن قلقه البالغ إزاء مشروع القانون الخاص بالأونروا والذي يناقشه البرلمان الإسرائيلي حالياً.
اتفاقية عام 1967
كما يدعم الاتحاد بقوة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن هذه المسألة ويشارك القلق من أن مشروع القانون هذا، إذا تم اعتماده، سيكون له عواقب وخيمة، ما يمنع الأونروا من مواصلة تقديم خدماتها وحمايتها للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة.
ووفق موقع الاتحاد، فإن التبني النهائي لمشروع القانون من شأنه أن يلغي اتفاقية عام 1967 بين إسرائيل والأونروا، ويوقف جميع عمليات الوكالة الأممية في إسرائيل والقدس الشرقية، ويدمر عملياتها المنقذة للحياة في غزة، ويعرقل بشكل خطير تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية في الضفة الغربية، ويلغي الامتيازات والحصانات الدبلوماسية للأونروا.
خدمات أساسية
كما حث الاتحاد الأوروبي السلطات الإسرائيلية على ضمان السماح للأونروا بمواصلة القيام بعملها الحاسم بما يتماشى مع تفويضها الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كذلك أوضح أن الأونروا تقدم خدمات أساسية لملايين الأشخاص في غزة والضفة الغربية، بينها القدس الشرقية، وفي مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك لبنان وسوريا والأردن، وهي ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي.
فضلاً عن أنها تلعب دوراً أساسياً في ضمان الظروف على الأرض من أجل مسار موثوق نحو حل الدولتين.
داعم قوي
وشدد الاتحاد الأوروبي على أنه داعم قوي للأمم المتحدة ونظام الحكم العالمي المتعدد الأطراف والقائم على القواعد والذي تعد الأونروا جزءاً منه، باعتبارها وكالة أممية.
كما ختم مؤكداً أنه يلتزم بمواصلة دعمه للوكالة، ويراقب عن كثب تنفيذ توصيات تقرير مجموعة المراجعة المستقلة والمزيد من الإجراءات الحاسمة التي تتخذها الأمم المتحدة لضمان الحياد والمساءلة وتعزيز الرقابة والإشراف على عمليات الأونروا.
“كارثة”
يأتي ذلك فيما قال غوتيريش الثلاثاء إن مشروع قانون إسرائيلي من شأنه أن يوقف عمل الأونروا في قطاع غزة والضفة الغربية سيكون “كارثة” إذا تم إقراره، مضيفاً أنه عبر عن مخاوفه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأردف لصحافيين أن “مثل هذا الإجراء سيخنق جهود تخفيف المعاناة الإنسانية والتوتر في غزة، وبالطبع، في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأكملها. سيكون كارثة فيما هي بالفعل كارثة مكتملة الأركان”، حسب رويترز.
فيما رد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون على تصريحات غوتيريش، بالقول إن “إسرائيل تعمل مع وكالات إنسانية مهتمة بالفعل بالمساعدات الإنسانية وليس بأي حراك أو، في بعض الحالات، الإرهاب”.
منظمة إرهابية”
يذكر أن الكنيست الإسرائيلي كان وافق مبدئياً في يوليو على مشروع قانون لإعلان الأونروا “منظمة إرهابية”.
حيث يتهم مسؤولون إسرائيليون موظفين في الوكالة الأممية بالتعاون مع حركة حماس في قطاع غزة.
وفي أغسطس، أعلنت الأمم المتحدة أن 9 من موظفي الأونروا ربما شاركوا في هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وجرى فصلهم.
ثم تبين أن أحد قادة حماس في لبنان، والذي قُتل الشهر الماضي في غارة إسرائيلية، كان موظفاً في الأونروا.
يشار إلى أن الأونروا توفر التعليم والصحة والمساعدات لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.
والعلاقات بين الوكالة وإسرائيل متوترة منذ فترة طويلة، لكنها تدهورت بشكل حاد منذ بدء الحرب في غزة، وقد دعت إسرائيل مراراً إلى تفكيك الأونروا.
بقلم /رضوي شريف ✏️✏️📚