أصبح المشاهير اليوم أكثر عرضة لخطر استنساخ الصوت بفضل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تتيح لمجرمي الإنترنت تقليد أصواتهم بدقة. تُعرف هذه العملية بـ”التزييف العميق الصوتي”، وتسمح بإنشاء مقاطع صوتية مزيفة تبدو وكأنها صادرة عن المشاهير، مما يهددهم بالتحايل وانتحال الهوية.
أجرت منصة Podcastle، المتخصصة في البث الصوتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، دراسة شملت 1000 أمريكي لاستطلاع آرائهم حول المشاهير الأكثر عرضة لهذه التقنية. وفقًا للاستطلاع، تصدر أرنولد شوارزنيجر القائمة، حيث اعتبر المشاركون أن “اللهجة المميزة” له تجعل من السهل تقليد صوته. تبعه دونالد ترامب وكيم كارداشيان وسيلفستر ستالون وكريستوفر واكن. وأشار 39% من المستطلعين إلى أن صوت ترامب سهل التقليد نظرًا لظهوره الإعلامي المتكرر.
تأتي هذه النتائج في ظل تنامي استخدام التزييف العميق على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم حظر عمليات البحث عن اسم تايلور سويفت مؤقتًا على منصة X (سابقًا Twitter) في يناير بسبب الصور المزيفة. كما أن إيلون ماسك نشر مؤخرًا مقطعًا صوتيًا مزيفًا للمرشحة الرئاسية كامالا هاريس.
فنياً، يُعتبر التزييف العميق صوتيًا من الظواهر التي تستدعي الانتباه، حيث إن التهديدات مثل “التصيد الصوتي” تتزايد. في هذا السياق، أوضح Artavazd Yeritsyan، الرئيس التنفيذي لشركة Podcastle، أن التقنية الجديدة قد تستخدم لأغراض خبيثة مثل التصيد الاحتيالي، حيث يمكن لمجرم الإنترنت استخدام بضع ثوانٍ من الصوت لإنشاء تزييف عميق لخداع الضحايا.
من ناحية الأمان، شدد Yeritsyan على أهمية التحقق من الهوية والتأكد من عدم تقديم معلومات حساسة عبر الهاتف. كما أشار إلى أن المنصة تشمل فحوصات للتأكد من أن التسجيلات تأتي من أشخاص حقيقيين، وليست منتجات تزييف عميق.
تتوقع Podcastle أن تتوسع استخدامات تقنية استنساخ الصوت في المستقبل لتعزيز الإنتاجية وأتمتة العمليات، ولكنها تدرك أيضًا مسؤوليتها في الحد من الاستخدامات السيئة لهذه التقنية.