كشفت دراسة جديدة عن وجود حفرة ضخمة في قاع المحيط الأطلسي، أطلقوا عليها “فوهة النادر”، ناتجة عن كويكب ضرب الأرض خلال العصر الطباشيري، في حدث هائل وقع قبل 66 مليون سنة تقريبًا.

أثناء فحص قاع البحر قبالة سواحل غينيا في غرب إفريقيا، عثر فريق جيولوجي من جامعة “هيريوت وات” في أسكتلندا، متخصص في دراسة الهياكل المخفية في الأرض، على منخفض عرضه 8.5 ميل، على عمق 300 متر.

البيانات الزلزالية
أثار ذلك الأمر فضول العلماء، وشكوكهم حول إمكانية تعرض الأرض لضربة أخرى بخلاف ضربة انقراض الديناصورات، بحسب موقع earth، وهو ما جعلهم يتعمقون في البحث وإجراء دراسة حولها، وأجروا تصويرًا ثلاثي الأبعاد باستخدام التقنيات الحديثة.

ومن خلال الاستعانة بشركة جيوفيزيائية عالمية، أكدت البيانات الزلزالية عالية الدقة أن كويكبًا، قُدِّر عرضه بين 1476 و1640 قدمًا، اصطدم بالأرض في نهاية العصر الطباشيري، وهو ما اتفق مع ما كانوا يتوقعون تمامًا.

ويعتقد العلماء عن طريق الصور ثلاثية الأبعاد، أن الكويكب اصطدم بالأرض إما بسرعة 12 ميلاً في الثانية، وإما 45 ألف ميل في الساعة، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة Communications Earth & Environment.

موجة تسونامي هائلة
وأعاد العلماء بناء الصورة التي ظهرت بعد الاصطدام مباشرة، إذ لاحظوا تشكل حفرة أولية على شكل وعاء، وتحول الصخور إلى حالة تشبه السوائل تتدفق إلى الأعلى، ومنطقة ضرر تغطي آلاف الأميال المربعة.

وكان من المتوقع أن يتسبب ذلك في حدوث موجة تسونامي هائلة، بارتفاع يزيد على 2600 قدم، تعبر المحيط الأطلسي، وبسبب التقدم في مجال التصوير بتطور الموجات فوق الصوتية، تبيّن أن عمر حفرة النادر يبلغ 66 مليون سنة.

ومن المثير للاهتمام كما يقول العلماء، هو أن عمر الحفرة المكتشفة هو نفس عمر حفرة تشيكشولوب التي يبلغ عرضها 125 ميلاً في المكسيك، والتي يعتقد على نطاق واسع أنها أدت إلى انقراض الديناصورات قبل نفس المدة.

أهمية الاكتشاف
ويرى العلماء أن هناك نحو 20 حفرة بحرية مؤكدة في جميع أنحاء العالم، ولم يتم تصوير أي منها بهذا المستوى من التفصيل قبل “فوهة النادر”، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الأرض قد تعرضت لضربات من عدة كويكبات في نفس الوقت تقريبًا.

التصوير ثلاثي الأبعاد يوضح تأثير ما بعد الضربة والتسونامي الهائل
وتكمن أهمية الاكتشاف في أن هناك حفر اصطدام نقية يتم اكتشافها على أجسام خالية من الهواء مثل القمر، بدون امتلاك معلومات هيكلية عن أسفل السطح بعكس الأرض، حيث يمتلك العلماء بيانات هيكلية من الزلازل، ولكنّ الفوهات عادة ما تكون متآكلة للغاية على السطح.

الاستعداد للمستقبل
ويمنح التصوير الزلزالي ثلاثي الأبعاد الجديد لفوهة النادر كلا الأمرين معًا، وفقًا لقائد الفريق العلمي الدكتور أويسديان نيكلسون، إذ يوفر لهم تصورًا كاملًا حول كيفية تطور عمليات الاصطدام والحفر مع حجم الجسم المصطدم لفهم تطور الأرض والعوالم الأخرى.

لا يكشف هذا الاكتشاف عن طبقات من الرواسب فحسب، بل يكشف أيضًا عن طبقات من الزمن، ومن خلال استكشاف فوهة النادر، يأمل العلماء في الكشف عن أسرار حول ماضي الأرض، والاستعداد بشكل أفضل لمواجهة الكويكبات في المستقبل.