ترك سقوط نظام الأسد صدمة في نفوس مؤيديه، وقد عصفت رياح التغيير بقلب المواقف لدى بعض مناصري الأسد وتساؤلات عن مصيرهم وهل سيتم إقصاؤهم كما فعل النظام السابق مع فناني المعارضة.

رغم اللغة الجديدة التي صاغها بعض الفنانين المحسوبين بمواقفهم وآرائهم على النظام السابق، وما أحدثته المتغيرات الأخيرة في المواقف السياسية لمعظمهم، يبقى الترقب والتوجس من القادم سيد الموقف، حاملا في طياته تساؤلات حول الكيفية التي ستتعامل بها الدولة الجديدة مع مؤيدي النظام السابق وهل سيتم إقصائهم أم دمجهم بالمجتمع الجديد.

يصف الشارع السوري لغة الاعتذار والتهليل الواضح للسلطات الجديدة التي أظهرها “فنانون النظام السابق” بـ”التكويع” في دلالة على تغيير هؤلاء مواقفهم بين ليلة وضحاها.

الفنان الكبير دريد لحام كان يؤكد في مقابلاته على ضرورة عدم وجود محظورات، وعبر لحام عن صدمته بأن الأسد لم يسقط بل فر هاربا معلنا أنه أزاح عبئا كبيرا برحيله.

دريد لحام
ورأى البعض أن ما قدمه دريد من مسرحيات طوال السنوات الماضية، لم يكن إلا ادعاءات وسيناريوهات غايتها العزف على وتر المواطن الفقير. والحصول على مزايا وامتيازات تعزز وجوده على الشاشة.

وكان لحام قد صرح سابقا بأن القائد حافظ الأسد كان يحضر مسرحياته ومجرد تواجده في المسرح يشكل حالة من الأمان والحماية لهم كممثلين.

أما مطربة الجيل ميادة الحناوي فقد تبدل الموقف بـ”كوع ثلاثي الأبعاد” على حد قول البعض، فهي التي غنت الكثير من الأغاني للقائد الراحل حافظ الأسد وكان من الممكن أن تغني لبشار الأسد قالت خلال تواجدها بالبحرين وهي تحيي حفلها الغنائي “نحنا مرقنا بحقبة صعبة كتير وطاغية ومتلنا متل كل الناس ما منعرف شي أبدا”.

ميادة الحناوي
أما الفنانة سوزان نجم الدين التي ظهرت في إحدى القنوات الفضائية اللبنانية أعلنت رفضها المساس بشخص الرئيس وغادرت الحلقة غاضبة عندما سألها المذيع هل هي مع أو ضد بشار الأسد في قتل شعبه؟ فنشرت تبريرا لمواقفها السابقة تصف ما جرى اليوم بأنه تغيير جذري وتوقل: “لم أكن يوما متلوّنة ولن أكون.. ولدت وترعرت صادقة.. حرّة.. كسوريتي اليوم بإذن الله.. فمن لحظة سقوط النظام أدركت كم كنا مخدوعين..(بفكرة التغيير).. لقد زرعوا الخوف في أعماقنا ولسنينَ طويلة من أن دماءنا ستستباح على قارعة الطريق”.

سوزان نجم الدين
وأضافت نجم الدين: “ماحدث اليوم في (شكل تغيير السلطة) جعلني أدرك أنها كانت أفعالا فردية وعشوائية فتبدد الخوف في داخلي ودعاني للتفاؤل.. فما حملته القيادة الجديدة من شعارات.. وما أصدرته من بيانات تدعو فيها للم شمل البلاد وتضافر أهلها بمختلف طوائفهم وحرصهم على عدم إراقة الدماء وعلى الأمن والأمان..وحفاظهم على الممتلكات العامة والخاصّة وعفوهم عن سجناءَ قد أدمى قلوبنا وعقولنا ما رأيناه فيهم من ظلم واضطهاد..
لنعيش معا يدا واحدة .. نحن معكم فلاتخذلونا.. كما خذلنا من قبلكم وخان الوطن والشعب وحتى العائلة.. فكونوا على العهد كما وعدتمونا”.

وخرج الفنان أيمن زيدان الذي وصفه البعض بأنه من مدللي السلطة، وأن معظم ما قدمه عبر السينما في سنوات الحرب كان بمباركة وتبن واضح من القيادات، وعلق بمنشور كتب فيه معتذرا: “أقولها بالفم الملآن كم كنت واهما.. ربما كنا أسرى لثقافة الخوف ..أو ربما خشينا من التغيير لاننا كنا نتصور ان ذلك سيقود الى الدم والفوضى …لكن ها نحن ندخل مرحلة جديدة برجال أدهشنا نبلهم في نشر ثقافة التسامح والرغبة في إعادة لحمة الشعب السوري ….شكرا لأنني أحس أنني شيعت خوفي وأوهامي بشجاعة أعتذر مما كنت أراه وافكر فيه”.

أيمن زيدان
من جهتها الفنانة سلاف فواخرجي أعلنت عن ولائها للثورة السورية وعودتها إلى “جادة الصواب”، مؤكدة أن تواجدها مع النظام السابق في بعض المناسبات لن يمسح من ذاكرة الناس.

وأردفت: “إنها مرحلة من تاريخ سوريا شئنا أم أبينا.. بإيجابياتها وسلبياتها.. وتاريخنا معها.. احترم كل لحظة مضت.. وسأحترم كل لحظة جديدة في حياة جديدة لبلدي أتمنى كل المنى أن تكون قادرة على نهضة سوريا”.