عقوبة الشهادة الزور وكيفية اثباتها في القانون المصري

هناك الكثير من الاشخاص الذين يقومون بالشهادة الزور لدعم موقف الأصدقاء أو الأقارب في المواقف والقضايا المختلفة، إلا أن الشهادة الزور تعد جريمة من أكبر الجرائم، وجاء الكثير من بنود القانون التي توضح عقوبة الشخص الذي يشهد بالزور، ولهذا نوضح إليك جميع نصوص القوانين التي تؤكد العقوبة في قانون العقوبات المصري، وكذلك نوضح إليك حكم الإسلام في الشهادة الزور، وكيفية إثبات جريمة الشهادة الزور

جريمة الشهادة الزور

الشهادة الزور هي جريمة تعمل على تغير الحقيقة إلى باطل، أو العكس، وذلك عن طريق شهود النفي أو الإثبات الذين يقومون بالإدلاء بشهاداتهم أمام محكمة الجنح، أو محكمة الجنايات.

وتتحقق جريمة الشهادة الزور في حالة اصرار الشاهد على الأقوال الكاذبة التي يقوم بالإدلاء بها أثناء الدعوى الأصلية التي تقام أمام محكمة الجنايات، أو المحكمة المدنية، أما في حالة رجوع الشاهد عن الأقوال الكاذبة أثناء المرافعة فأن هذه الأقوال تعتبر كأنها لم تكن من الأساس.

ويتم تطبيق عقوبه الشهاده الزور على الشخص الذي يصر على الأدلاء بالأقوال التي ينتج عنها تضليل القضاء، وتقوم المحكمة بتوجيه الاتهام إلى الشخص الذي يدلي بشهادته أنه يشهد شهادة زور في حالة رؤية المحكمة بأن الشاهد لا يقول الصدق، ويتم التأكد من أركان جريمة الشهادة الزور بعد اصرار الشخص على الأدلاء بالأقوال الكاذبة حتى انتهاء جلسة المرافعة.

 

الشهادة الزور أمام النيابة

قامت محكمة الجنح بإصدار حكم ببراءة متهم من تهمة الشهادة الزور وتم براءته من عقوبة الشهادة الزور المنصوص عليها في بنود القانون من المادة 294 من قانون العقوبات المصري حتى المادة 301 من قانون العقوبات المصري، وذلك على الشخص الذي تم اتهامه بالشهادة الزور وحكمت المحكمة عليه بالحبس لمدة شهر واحد، بالإضافة إلى دفع غرامة مالية مقدارها 200 جنيه.

إلا أن المتهم قام بالطعن على الحكم، وتم قبول الحكم بالطعن لأن الشهادة التي أدلى بها المتهم كانت أمام النيابة،  وذلك بالاستناد إلى الشروط التي قام المشرع المصري بتوضيحها أن الشهادة يشترط أن تكون أمام المحكمة الجنائية، أو أمام المحكمة المدنية بعد قيام المتهم بالحلف باليمين، بينما الكذب في محاضر الشرطة، أو الكذب في التحقيقات التي تقوم بها النيابة العامة لا تعد جريمة شهادة زور.

كيفية إثبات شهادة الزور

بعدما تعرفنا على عقوبة الشهادة الزور نوضح إليك الشروط التي يجب توافرها لاعتبار الشهادة أنها شهادة زور ألا وهي:

• يشترط أن يكون الشاهد قد حلف باليمين أمام المحكمة سواء كانت المحكمة المدنية، أو محكمة الجنايات.
• وذلك لأنه في حالة الحلف بالكذب أمام النيابة العامة، أو أثناء التحقيقات والتحريات التي تقوم بها النيابة العامة لم تعد جريمة.
• وكذلك لا تعتبر جريمة قول الأقوال الكاذبة في محاضر الشرطة جريمة شهادة الزور، وذلك لأن المشروع المصري اشترط هذه الشروط حتى تتحقق جريمة الشهادة الزور.
• والأهم أنه يتم التأكد من هذه الشروط حتى يتم تطبيق عقوبة الشهادة الزور على الشخص الذي يقوم بأداء شهادة.
  

  عقوبة الشهادة الزور

  الشهادة الزور تعد جريمة من الجرائم التي يعاقب عليها قانون العقوبات المصري، وجاء في نص المادة 294 أن عقوبة المزور تكون بالسجن والتي تنص على أنه:” كل من شهد زورا لمتهم في جناية أو عليه يعاقب بالحبس”، وكذلك تتمثل عقوبة الشخص الذي شهد بالزور في السجن المشدد إذا كانت العقوبة المتمثلة على الشخص الذي شهد زور من أجله كانت السجن المشدد، وفي حالة إذا كان الحكم على الشخص الذي شهد عليه زور كانت بالإعدام فأن عقوبة الشخص الذي شهد بالزور تكون بالإعدام أيضًا مثلما تنص المادة 295 من قانون العقوبات المصري على أنه:” إذا ترتب على هذه الشهادة الحكم على المتهم يعاقب من شهد عليه زورًا بالسجن المشدد، أو السجن، أما إذا كانت العقوبة المحكوم بها على المتهم هي الإعدام، ونفذت عليه، يحكم بالإعدام أيضًا على من شهد عليه زورًا”.

  مواد القانون المصري في عقوبه الشهاده الزور

  كما جاء في نص المادة 296 من قانون العقوبات المصري أن العقوبة التي يتم تطبيقها على الشخص المزور في حالة الشهادة الزور على متهم في جنحة، أو متهم في مخالفة تتمثل في السجن لمدة لا تتجاوز العامين والتي تنص على أنه:” كل من شهد زوراً على متهم بجنحة أو مخالفة أو شهد له زوراً يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين”، وكذلك جاء في نص المادة 297 من قانون العقوبات المصري بأن الشخص الذي شهد زور في دعوى مدنية تكون عقوبة بالسجن لمدة لا تتجاوز العامين والتي تنص على أنه:” كل من شهد زوراً في دعوى مدنية يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين”.

  ولكن عقوبة الشهادة الزور في الدعوى الجنائية تتمثل في الحكم على المتهم والشخص الذي شهد بالزور بالعقوبة الأشد سواء بعقوبة الرشوة، أو بعقوبة الشهادة الزور، وذلك تبعًا لنص المادة 298 من قانون العقوبات المصري والتي تنص على أنه:” إذا قبل من شهد زورًا في دعوى جنائية، أو مدنية، عطية أو وعدًا بشيء ما يحكم عليه هو والمعطى أو من وعد بالعقوبات المقررة للرشوة أو للشهادة الزور إن كانت هذه أشد من عقوبات الرشوة”.

  وكذلك إذا كان الشخص الذي يشهد بالزور طبيبًا أو يعمل بمجال الجراحة وقام بالشهادة الزور بناءً على توصية، أو رجاء، أو وساطة فأن يتم تطبيق عليه العقوبة المقررة للشهادة بالزور، وفي حالة الحصول على عطية، أو طلب عطيه له أو لأحد أخر فأن يتم تطبيق العقوبة الأشد عليه من العقوبتين وهم عقوبة الرشوة، أو عقوبة الشهادة الزور.

  عقوبة الاكراه على الشهاده الزور

  عقوبة الاكراه على الشهادة الزور تكون نفس عقوبة شهادة الزور وذلك تبعًا لنص المادة 300 من قانون العقوبات المصري والتي تنص على أنه:” من أكره شاهدًا على عدم أداء الشهادة، أو على الشهادة زورًا، يعاقب بمثل عقوبة شاهد الزور مع مراعاة الأحوال المقررة في المواد السابقة، وكذلك من ألزم باليمين أو ردت عليه في مواد مدنية وحلف كاذبا يحكم عليه بالحبس، وقد يحكم بالغرامة أيضا”.

  حكم الشهاده الزور في الاسلام

  ترد إلينا الكثير من التساؤلات حول حكم الشهادة الزور في الإسلام ولهذا سنوضح إليك الإجابة التي تتمثل في أن شهادة الزور تعد واحدة من أعظم الكبائر التي يقوم بها الشخص، وكمذلك تعتبر شهادة الزور ظلم للشخص الذي تم الشهود عليه بالزور، ومن الأفضل أن يبتعد الشخص عن الشهادة بالزور لقوله تعالى في الآية 30 من سورة الحج:” فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ”.

  وكذلك جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن النبي يقول:” ألا أنبئكم بأكبر الكبائر”، وقال بأنهم ثلاث وقال” الإشراك بالله، وعقوق الوالدين”، وقال النبي وهو متكئًا:” ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور”، وكررها النبي حتى قال الصحابة ليته سكت للإرفاق به حتى لا يشق على نفسه، وللتأكيد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتكرارها لتحذير المسلمين من الشهادة الزور، وذلك لأن بعض الأشخاص يتساهل الشهادة الزور، ولهذا حذر الرسول منها كثيرًا.