بات الرئيس الأمريكي جو بايدن، على مقربة من ترك منصبه، مكتفيًا بولاية واحدة، مع تقدمه في السن وبلوغه 81 عامًا، ليترك المجال لنائبته كامالا هاريس، في منافسة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ويُنظر إلى ولاية بايدن على أنها فترة رئاسة ناجحة إلى حد كبير على المستوى الاقتصادي، بعد أن تولى منصبه في ذروة أزمة كورونا في يناير2021، وتمكن من تجنب الركود المخيف، من خلال إقرار ما يسمى “خطة الإنقاذ الأمريكية”، وهي حزمة تحفيز اقتصادي بقيمة 1.9 تريليون دولار تركت العديد من الشركات والمواطنين الأمريكيين محرومين ماليًا، بحسب موقع “تاجز شاو” الألماني.
وفي العام نفسه، قدم مشروع قانون البنية التحتية، الذي ضخ المليارات في الجسور وأنابيب المياه والطرق المتهالكة في أمريكا.
كما صدر “قانون الحد من التضخم”، الذي استثمر بشكل أساسي في الطاقات المتجددة وبالتالي خلق العديد من فرص العمل الجديدة، وتحدث بايدن حينها عن الخطوة الأكثر جرأة حتى الآن لمعالجة أزمة المناخ وزيادة أمن الطاقة.
وشهد حكم بايدن أزمتين كبيرتين، إحداهم التضخم المرتفع الذي بلغ 9% في منتصف عام 2022، ثم انخفض معدل التضخم ليصل في الآونة الأخيرة إلى 2.4%، ومع ذلك فإن العديد من الناخبين يلومون الحكومة الأمريكية على ارتفاع تكاليف المعيشة.
وتكمن الأزمة الثانية في الهجرة، والتي رأى الموقع الألماني أن بايدن نجح في تجاوزها، بعد انخفاض عدد المهاجرين غير الشرعيين على الحدود الجنوبية بين الولايات المتحدة والمكسيك بشكل كبير.
بدور،ه قال ستيف فارنسورث، عالم السياسة من جامعة ماري واشنطن، إن “السجل الاقتصادي لبايدن جيد للغاية، البطالة منخفضة وهناك العديد من الفرص لكسب الكثير من المال، على سبيل المثال في العقارات أو في سوق الأوراق المالية”.
من جانبه، انتقد بيتر موريسي، الخبير الاقتصادي من جامعة ميريلاند، سجل بايدن الاقتصادي، متهمًا إياه بالإفراط في الإنفاق الحكومي، وهو ما أدى في رأيه إلى ارتفاع معدل التضخم.
وقال موريسي إن “الاقتصاد الأمريكي تعافى، لكن السكان عانوا من التضخم القوي.. لقد أنفق بايدن ببساطة الكثير”.
وشكل بايدن تحالفات جديدة، على سبيل المثال من خلال تأسيس ما يسمى بالتحالف الرباعي مع اليابان وأستراليا والهند.
كما أراد بايدن أن يصنع التاريخ بتقديم نفسه كرئيس مهتم بالمناخ، من خلال القيام بحملة من أجل حماية المناخ، ووعده بخفض الغازات الدفيئة الضارة بمقدار النصف بحلول عام 2030، وإنشائه هيئة مناخية والاستثمار بكثافة في التنقل الكهربائي.