تحشد حركات يسارية مناهضة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ضد المرشح المستقل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، روبرت إف كينيدي جونيور، باعتباره تهديدًا لمسعى الرئيس الديمقراطي جو بايدن، إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض.
وجاء إعلان حركتي “موف أون” MoveOn، و”لا لترامب” Never Trump، بالحشد ضد كينيدي، في أعقاب نجاحها في دفع منظمة “لا للملصقات” No Labels، إلى التخلي عن الدفع بمرشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقرر إجراؤها في شهر نوفمبر المقبل.
وبدعم من منظمين وسطيين لهم علاقات بتجمع حل المشكلات في الكونجرس، أعلنت منظمة No Labels، العام الماضي، عن هدفها المتمثل في تقديم مرشح رئاسي يمكن أن يوفر للناخبين المعتدلين بديلًا للرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب. وكانت المجموعة حددت في السابق موعدًا نهائيًا في شهر مارس لاتخاذ قرار بشأن تقديم مرشحها أم لا.
لكن المنظمة أعلنت، الخميس الماضي، إلغاء محاولتها الدفع بمرشح في المنافسة الرئاسية لعام 2024، ما أدى إلى إزالة تهديد لحملة إعادة انتخاب جو بايدن.
وجاء الإعلان بمثابة ارتياح للديمقراطيين مؤيدي بايدن، الذين يشعرون بالقلق من أن مثل هذه المبادرة قد تؤدي إلى “انقسام الوسط واليسار”، وتسمح لترامب و”قاعدته اليمينية” بالعودة إلى المكتب البيضاوي.
وقالت راهنا إيبتنج، المديرة التنفيذية لـMoveOn، في بيان: “الآن، حان الوقت لروبرت كينيدي جونيور أن يرى الكتابة على الحائط أنه لا يوجد طرف ثالث لديه طريق للأمام للفوز بالرئاسة”.
وأضافت “إيبتنج”، للصحفيين بعد يوم من إعلان No Labels إنها لن تقدم مرشحًا ضد بايدن وترامب في نوفمبر: “تمامًا كما نظمنا ضد No Labels، سننظم ضد روبرت كينيدي جونيور”.
وكينيدي من عائلة سياسية مشهورة يترشح مستقلًا، ويحصل على حق الوصول إلى صناديق الاقتراع والاقتراع بأرقام مزدوجة، وفق صحيفة “ذا جارديان” البريطانية.
وقالت إبتينج: “سنخبر الناس أنه- تقصد كينيدي- لا يستطيع الفوز، لكن يمكنه مساعدة ترامب على الفوز من خلال أخذ الأصوات من بايدن”.
وأضافت: “سنخبر الناس أنه قال إنه يؤيد حظر الإجهاض.. وسنعلم الناس أن أمواله المظلمة Super Pac يتم تمويلها من قبل الجهات المانحة لترامب”.
وقالت منظمة No Labels، الخميس الماضي، إنها لم تتمكن من العثور على مرشح لخوض الانتخابات ضد بايدن وترامب.
والجمعة الماضي، قال ماثيو بينيت، من حزب الطريق الثالث، إن منظمة No Labels اتخذت قرارها بالتخلي عن الدفع بمرشح رئاسي مستقل، بفضل جهد بذله ائتلاف المؤلف من حركتي MoveOn وNever Trump”.
لكن بينيت قال “إن التحديات التي تنتظرنا أصعب في بعض النواحي”. وأضاف: “لا يمكن إقناع كينيدي بالخروج من هذا السباق.. سيكون لديه الكثير من المال ولن يخضع للعقل، لذلك علينا أن نوضح أن الناخبين يفهمون من هو هذا الرجل”.
وكينيدي هو نجل المدعي العام الأمريكي السابق وسيناتور نيويورك روبرت إف كينيدي، وابن شقيق الرئيس الخامس والثلاثين جون إف كينيدي.
لكن بينيت قال إن “كينيدي الحالي ليس مكانًا آمنًا لتصويتك إذا كنت غير راضٍ عن شيء يفعله بايدن”.. وأضاف: “هذا الرجل خطير والتصويت له يعادل التصويت لترامب.. وجهة نظرنا هي أن أي شخص يقسم التحالف المناهض لترامب يشكل خطرًا”.
وشكلت حملة بايدن فريقًا لمحاربة كينيدي، لكن إبتينج قالت: “من المهم للغاية أن نبدأ العمل في الحملة ضد روبرت كينيدي، والتأكد من أن الخيارات في نوفمبر واضحة للناخبين”.
وأضافت: “سواء أحببنا ذلك أم لا.. فنحن نعيش في نظام ثنائي الحزب، ولا يوجد سوى مرشحين اثنين يمكنهم الفوز في هذه الانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب أو جو بايدن، ومهمتنا هي أن نوضح ذلك تمامًا للناخبين”.
وتابعت: “لدينا برنامج بقيمة 32 مليون دولار للقيام بذلك وسنقوم بالقيادة.. لدينا فريق رائع قمنا بتعيينه في مناهضةNo Labels، وسنقوم بإعادة تكليفهم بعملنا ضد روبرت كينيدي”.
وحول الهزائم التي مُنيّ بها المرشحون الديمقراطيون، لفت بينيت إلى خسارة هيلاري كلينتون في عام 2016، أمام ترامب، عندما حصلت المرشحة المستقلة جيل ستاين على الأصوات منها. وخسارة آل جور في عام 2000 بعد حصول المرشح المستقل رالف نادر على أصوات منه. وقال بينيت: “أعتقد أن الجميع في السياسة الديمقراطية تجاهلوا جيل ستاين في عام 2016 لأننا لم نعتقد أنها تشكل تهديدًا، تمامًا كما لم تعتقد حملة جور أن رالف نادر يشكل تهديدًا في عام 2000. نحن ببساطة لن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى”…….
مي محمد ✍️✍️✍️