تشهد مدينة لوس أنجلوس أسوأ الكوارث في تاريخها، مع اندلاع سلسلة من حرائق الغابات بأجزاء من المدينة، إذ أدت حتى الآن إلى مقتل 5 أشخاص وتدمير ما لا يقل عن ألف مبنى وإجبار عشرات الآلاف على الإخلاء.
ويعد الجفاف وحرائق الغابات هما أكبر تهديدين ناجمين عن تغير المناخ تواجههما كاليفورنيا مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، إذ أدت إلى تفاقم الظروف التي تحتاجها الحرائق للازدهار، وأصبحت الولاية أكثر جفافًا وحرارة.
الشتاء الجاف
وعلى الرغم من أن تاريخ كاليفورنيا طويل مع الحرائق المدمرة، إلا أن اشتعال تلك النيران في أشهر الشتاء الجافة، سلط الضوء على كيفية إعادة تشكيل تغير المناخ لمواسم الحرائق في جميع أنحاء العالم، وفقًا لشبكة “إي بي سي” أستراليا.
ووجد الباحثون أن أجزاء من تكساس وكاليفورنيا وأوريجون وواشنطن تشهد الآن طقس حرائق أكثر من ضعف ما كانت عليه، عام 1973، مشيرين إلى أن فصول الشتاء الجافة وبداية الربيع المبكرة وذوبان الثلوج نابع من ارتفاع درجات الحرارة.
الرياح الساخنة
ومن المعروف أن كاليفورنيا تشهد كل عام رياح تعرف باسم “سانتا آنا”، وعادة ما تكون في الأشهر الأكثر برودة بين سبتمبر ومايو، ويطلق عليها العلماء أحيانًا “رياح الشيطان”، وتتسبب في انخفاض الرطوبة بشكل كبير.
وتنطلق هذه الرياح الجافة الساخنة من صحاري يوتا ونيفادا وتهب عبر جنوب كاليفورنيا، وبلغت ذروتها في السرعة عند نحو 160 كيلومترًا بالساعة في أثناء الحرائق الحالية، وهي التي أدت إلى زيادة ظروف الحرائق الخطيرة.
انتشار الحرائق
وقبل الحرائق المدمرة المشتعلة الآن، كانت كاليفورنيا تعاني الجفاف طيلة معظم العقد الماضي حتى شتاء 2022-2023، ثم شهدت الولاية بعد ذلك عامين من هطول الأمطار بشكل متواصل، ما سمح للنباتات بالازدهار.
لكن الأمطار لم تهطل هذا الشتاء، التي تحتاجها الولاية طوال العام، ولم تسجل لوس أنجلوس سوى 0.3 بوصة من الأمطار، منذ مايو، وهو ما تسبب في جعل الجو جافًا خلال الأشهر الأخيرة بالولاية وأسهم في انتشار الحرائق.
ويرى الباحثون، بحسب الشبكة الأسترالية، أن تغير المناخ أدى إلى تغيير مواسم الحرائق في جميع أنحاء العالم، مشيرين إلى أن الأماكن مثل أستراليا وكاليفورنيا التي كانت تحترق دائمًا أصبحت تحترق أكثر، وباتت مواسم الحرائق أطول وأطول.