شكّك تقرير لشبكة NBC News الأمريكية حول مدى حيادية مرشحة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، النائبة الديمقراطية السابقة تولسي جابارد، لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية؛ لأنها لم تعلن موقفًا بشأن الحرب الروسية الأوكرانية و”لم تقدم أي إدانة لروسيا ولم تشر إلى الطبيعة غير المبررة للهجوم”.
كانت جابارد -عضو الكونجرس السابقة عن هاواي- بعد أيام من شن روسيا عمليتها العسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا في عام 2022، نشرت رسالة فيديو “محيرة”، دعت فيها لأن تكون أوكرانيا دولة محايدة، بلا تحالف عسكري مع حلف شمال الأطلسي أو روسيا.
ولفت التقرير إلى أنه، بالنسبة لمنتقدي جابارد، تعكس رسالة الفيديو “نمطًا مثيرًا للقلق من الانحياز إلى روسيا”، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي لها أن تعمل كمسؤولة استخباراتية رفيعة المستوى في أمريكا.
وبالفعل، أثار اختيارها قلق المشرّعين من كلا الجانبين، على الرغم من امتناع معظم الجمهوريين عن الانتقاد العام. حسب التقرير.
مهمة الحقيقة
إذا وافق مجلس الشيوخ على تعيين جابارد كمديرة للاستخبارات الوطنية، فسوف تُشرف على 18 وكالة تجسس تشكّل مجتمع الاستخبارات الأمريكي، وستكون لها الكلمة الأخيرة بشأن المعلومات الاستخباراتية التي يتم تسليمها إلى القائد الأعلى (ترامب).
وتعتبر مهمة مدير الاستخبارات الوطنية هي تزويد الرئيس بالحقيقة المجردة بأفضل ما يمكن لمجتمع الاستخبارات التأكد منه، “لكن مسؤولي الاستخبارات -الحاليين والسابقين- يخشون أن ترفض جابارد نقل التقارير الاستخباراتية التي لا تتناسب مع نظرتها للعالم أو وجهة نظر الرئيس”.
وباعتبارها مديرة للاستخبارات الوطنية، تشرف جابارد على ميزانية وكالات الاستخبارات، وتقرر المواد التي ينبغي رفع السرية عنها، وتدير الإحاطة الاستخباراتية اليومية للرئيس. وعادة ما يحضر المدير الإحاطة الرئاسية شخصيًا.
لكن “جابارد” لا تتمتع بأي سلطة على العمليات السرية وشبكات التجسس الأمريكية، لأن هذه الأنشطة تقع على عاتق وكالة المخابرات المركزية.
وفي المعتاد، اشتبكت الإدارات الأمريكية السابقة مع وكالة الاستخبارات المركزية ووكالات الاستخبارات الأخرى بشأن التقييمات التي لم تدعّم أجنداتها السياسية أو وجهات نظرها بشأن تهديد معين أو نوايا خصم.
وبدا هذا عندما اتهمت إدارة جورج بوش الابن بانتقاء المعلومات الاستخباراتية التي تدعّم تأكيداتها بشأن برامج الأسلحة التي كان يتبناها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
لكن “جابارد” قد تشكل معضلة غير مسبوقة محتملة لوكالات الاستخبارات الأمريكية، فهي مسؤولة رفيعة المستوى قد لا تشارك في فرضية أساسية حول البلدان التي تعد أعداء أمريكا الرئيسيين.
وينقل التقرير عن مسؤول استخبارات سابق أن مهمة مدير الاستخبارات الوطنية “هي تحديد العالم كما هو، وليس الدعوة إلى عالم كما تريد أن يكون”.
قلق وترقب
يشعر مسؤولون سابقون في مجتمع الاستخبارات الأمريكية، وأعضاء في الكونجرس بالقلق أيضًا، من أن جابارد وإدارة ترامب الجديدة قد تقرران تقليص تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، ربما في محاولة لإجبار كييف على الموافقة على اتفاق سلام.
ويشير التقرير إلى أن مثل هذه الخطوة “من شأنها أن تكون مدمرة لجهود الحرب الأوكرانية، التي تعتمد بشكل كبير على الاستخبارات الأمريكية”.
وقد أعرب ترامب، والذين اختارهم للعمل في إدارته، عن تشككهم في الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية واسعة النطاق لأوكرانيا، لكنهم لم يقولوا إنهم يخططون لحجب المعلومات الاستخباراتية عن كييف.
وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن اختيار ترامب لجابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية وكذلك اختياره لمات جيتز لمنصب المدعي العام -الذي تعهّد بملاحقة أعداء الإدارة الجديدة- تسبب في حالة من الفزع والقلق بين بعض أعضاء مجتمع الاستخبارات.
لكن من تحدث إليهم التقرير قالوا إن معظم ضباط الاستخبارات “سينتظرون ويرون كيف ستؤدي القيادة الجديدة ويحاولون جعلها ناجحة”.
وقال ضابط استخبارات سابق: “إنهم (رجال الاستخبارات الأمريكية) سوف يلتزمون بالخط الأحمر. وسوف يكون هدفهم التأكد من أن هؤلاء القادة الجدد على علم جيد، وأنهم على دراية كاملة بالتعقيدات”.
وأضاف: “أعتقد أن كل ما سيطلبونه هو تقديم تحليلاتهم إلى الرئيس”.