لماذا تعتذر دول استعمارية وتكتفي أخرى بالاعتراف بالخطأ؟
هل فكرت من قبل بأن الاعتراف بالخطأ
يختلف عن الاعتذار؟
ربما كان تحليل هذه الفكرة غريبًا
ولا يهمنا كثيرًا كأشخاص
لكنه بالنسبة للدول
أمر لو تعلمون عظيم.. لماذا؟
منذ ظهور حركة الاستكشاف البحري
البرتغالي والإسباني في القرن الخامس عشر
حتى القرن العشرين
مدت أوروبا نفوذها على العالم احتلالًا واستعمارًا
وعلى رأس هذه الدول بريطانيا وفرنسا
والاستعمار هو إخضاع دولة لسيطرة دولة أخرى قوية
واستغلال مواردها الطبيعية
وتسخير شعوبها لصالح المستعمر
ناهيك عن طرد المستعمر للشعب من أراضيه
لإقامة مواطنيه
وهناك دول ارتكبت فيها مجازر بلا رحمة
ولكن حتى يومنا تستمر بعض الدول الاستعمارية
في تفادي الاعتذار عن تاريخها الاستعماري
لأنه حسب دراسة لجامعة هارفارد
عندما يعتذر قادة الدول يضعون أنفسهم بحالة ضعف
بينما المتوقع منهم أن يظهروا أقوياء دائمًا
لذك لا ينبغي عليهم الاعتذار كثيرًا
وإذا اعتذروا لا بد وأن يكون هناك سبب قوي
فالقادة يعتذرون بعد إجراء حسابات
تجعل من الصمت خطرًا على العلاقات الدولية
الحالية والمستقبلية
عن أفعال قام بها أسلافهم
لأن الاعتذار مكلف
ألمانيا من الدول التي قدمت اعتذارات رسمية
من أجل بداية جديدة في علاقانها الدولية
تمحو بها ذكريات أفعال النازية
وحتى عن تاريخ مستعمراتها بأفريقيا
في القرن التاسع عشر
آخر اعتراف رسمي لألمانيا حدث العام 2021
عندما أقرت بارتكابها جرائم إبادة جماعية
بناميبيا بأفريقيا
التي احتلتها بين الأعوام 1884 و 1915
بحق عشرات آلاف القتلى من قبيلتي
Nama و Herero
بعد مفاوضات استمرت 5 سنوات بين البلدين
أعلنت بعدها ألمانيا بأنها ستدفع
1،304 مليار دولار كتعويض
وطلب وزير خارجية ألمانيا هيكو ماس من ناميبيا
وأحفاد الضحايا الصفح والغفران
ووقتها علق متحدث حكومي باسم ناميبيا
أنها خطوة على الاتجاه الصحيح
على الجانب الآخر
رفضت بريطانيا الاعتراف بجرائمها
بحق قبيلة الماوماو بكينيا
الذين قاموا بثورة على الاستعمار عام 1950
فردت بقتل خمسة آلاف شخص من القبيلة
ولكنها اضطرت لدفع مبلغ لا يتجاوز الثلاثة آلاف دولار
عن كل ضحية بعد معركة قضائية
مرفقة ذلك بما وصفته بـ ندم حقيقي
على المجزرة دون اعتذار
وأخيرًا لا يزال الرئيس الأميركي جورج بوش الابن
يرفض الاعتذار وحتى الاعتراف
بأي خطأ اتجاه غزو العراق
وعادة نا يكتفي بوصفه بـ خطأ في الحسابات
رغم طول هذه الحرب
وما رافقها من قتل وفضائح تعذيب.