شهدت مصر في الآونة الأخيرة سلسلة من حوادث القطارات التي أودت بحياة العديد من المواطنين وأسفرت عن إصابات عديدة، مما أثار تساؤلات حول مدى كفاءة منظومة السكك الحديدية وسلامة التشغيل فيها.

في هذا السياق، يطرح الخبراء وأعضاء مجلس النواب أسئلة مهمة حول دور العامل البشري، كفاءة المعدات، ومدى التزام الدولة بتطوير البنية التحتية للسكك الحديدية وتدريب السائقين على مواجهة الطوارئ.

ليست حالات فردية
قال عضو مجلس النواب، إيهاب منصور، إن تكرار حوادث القطارات ليست حالات فردية أو أن المتسبب بها سائقي القطار فقط حيث توجد إشكاليات كثيرة في هذا الملف، موضحًا أنه يتم دائمًا الاستفسار من المسؤولين عن الأوضاع السكك الحديدية وملف التطوير بها، والإجابة تكون أن الأوضاع بخير، متسائلًا إذا تم تدريب السائقين على آليات التعامل في حالات الخطر والأزمات أم لا.
دوريات صيانة للقطارات
وأوضح منصور في تصريحات لـ”تليجراف مصر” أن الإجابة النظرية على هذا السؤال أنه يتم تدريب السائقين على تلك الآليات، ولكن بدون فعل حقيقي على أرض الواقع، مشيرًا إلى أنه يجب تدريب السائقين حتى يكن لديهم القدرة على التصرف في وقت الأزمات.

وتساءل عضو مجلس النواب، عن وجود دوريات صيانة للقطارات أم أنها تتم على الورق وكذلك القطبان والطرق، مضيفًا أن المنظومة تحتاج إلى إعادة نظر على الرغم أن قطاع النقل هو القطاع رقم واحد في الموازنة العامة ورغم أنه ليس له نسب في الدستور، مشيرًا إلى أن الدولة تشهد تحسن كبير في شبكة الطرق والنقل ولكن هل يجب أن نتبع نفس هذا النهج على الرغم من تكرر حوادث القطارات.

العامل البشري
وأضاف أستاذ هندسة الطرق في جامعة بني سويف، عبدالله أبو خضرة، أنه يوجد 3 محاور وراء أي حادثة في مركبات النقل ألا وهو العامل البشري أو المُعدة نفسها مثل القطار أو السيارة أو الطريق نفسه، موضحًا أنه يتم توجيه السبب بنسبة أكبر للعامل البشري لأنه هو العنصر الوحيد الذي يتحكم في باقي العناصر، حيث لو خالف العنصر البشري السرعة أو العلامات التحذيرية الموجودة على الطريق كان هو السبب في تلك الحادثة، لأنه هو المتحكم في مجريات الأمور في بداية الأمر.

تطوير منظومة السكة الحديد
وأشار أبوخضرة، إلى أن الدولة وضعت رؤية لتطوير منظومة السكة الحديد التي تعمل بالديزل واسترجاع أدوار النقل الأخضر، موضحًا أن الدولة تحاول تطوير منظومة النقل عن طريق تطوير شبكة خطوط السكك الحديدية، وتطوير العامل البشري من خلال نماذج معايشة لقيادة القطار وأيضًا عملية المتابعة الدورية على كل عاملي السكك الحديدية والكشف على السائقين وعمل تحليل اللازمة للكشف على السائقين إذا تبين تعاطي المخدرات.