تستعد إدارة دونالد ترامب الثانية لأن تصبح الأغنى في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تضم 12 مليارديرًا في مواقع القيادة، بثروة إجمالية تقدر بـ474 مليار دولار.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، يعكس هذا الفريق، الذي يضم شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك (بثروة تقدر بـ447 مليار دولار) وترامب نفسه (6.3 مليار دولار)، إيمان الرئيس بأن النجاح المالي هو دليل على القدرة على الإدارة الفعالة.
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2017، عندما تولى ترامب منصبه لأول مرة، واجه مقاومة من النخبة السياسية في واشنطن وحتى داخل الحزب الجمهوري.
لكن في يناير المقبل، يستعد الرئيس الـ47 للعودة إلى البيت الأبيض بخطة طموحة لإعادة تشكيل البيروقراطية الفيدرالية.
يتألف الفريق الجديد من قادة من عالم الأعمال بدلاً من السياسيين التقليديين. من بين الأسماء البارزة إيلون ماسك ورجل الأعمال في مجال التكنولوجيا الحيوية فيفيك راماسوامي، اللذان سيقودان وزارة الكفاءة الحكومية الجديدة (DOGE).
تتمثل مهمة ماسك وراماسوامي في تبسيط العمل الحكومي والقضاء على العقبات البيروقراطية. وفي مقال مشترك نُشر في صحيفة وول ستريت جورنال، تعهد الثنائي بإلغاء آلاف اللوائح الفيدرالية باستخدام الذكاء الاصطناعي وخبراء قانونيين لتحديد اللوائح القديمة أو غير المصرح بها وإزالتها.
وقالا في مقالهما: “نسعى لتحرير الأفراد والشركات من القيود غير الضرورية، مما سيعزز الاقتصاد الأمريكي”. كما يخططان لتقليص عدد الموظفين الفيدراليين، حيث يعتزمان تحديد العدد الأدنى المطلوب من الموظفين لكل وكالة حكومية.
يُذكر أن هذا النهج ينسجم مع أسلوب ماسك في إدارة الشركات؛ فعندما استحوذ على تويتر في عام 2022، قلص عدد الموظفين من 8000 إلى 1500 فقط.
من بين المليارديرات الذين يشغلون مناصب حكومية، تبرز ليندا مكماهون، التي كانت تدير شركة وورلد ريسلينغ إنترتينمنت (WWE)، والتي ستتولى حقيبة وزارة التعليم.
وأوضح التقرير أن خبرة مكماهون في التعليم محدودة، إلا أن ترامب يرى أنها الأنسب لتحقيق هدفه المتمثل في إلغاء الوزارة الفيدرالية للتعليم وإعادة الصلاحيات إلى الولايات. وصرح ترامب عبر منصة تروث سوشيال: “ستستخدم ليندا خبرتها الطويلة في القيادة لدعم هذه القضية”.
تعكس إدارة ترامب فلسفته بأن النجاح المالي هو مؤشر على القدرة على القيادة. وتركز رؤيته على تحويل الهيئات البيروقراطية إلى كيانات أكثر كفاءة تعتمد على النتائج بدلاً من الأنظمة التقليدية.
يواجه هذا النهج انتقادات واسعة. يرى المعارضون أن وجود المليارديرات في الحكومة قد يؤدي إلى تقديم الأولويات التجارية على المصلحة العامة، بينما يعتبر المؤيدون أن هذا الفريق يمثل خطوة جريئة لمواجهة الفساد الإداري وإحياء الاقتصاد الأمريكي.
خلص تقرير لوفيغارو إلى أن إدارة ترامب المقبلة، بثروتها غير المسبوقة وتركيزها على القطاع الخاص، تعد بإحداث تغيير جذري في أسلوب الحكم، في تحول قد يكون الأبرز في تاريخ الولايات المتحدة.