خرج “مصطفى” من منزله متوجهًا إلى مكان قريب للتنقيب عن الآثار مع أصدقائه، سعيا وراء حلم الثراء السريع، وبدأوا بالحفر في حفرة عميقة، كان “قبره”، دون استخراج جثته حتى الآن.
بداية المأساة
مصطفى إسماعيل عبد العزيز، 45 عاماً، ويقطن بمنطقة عين شمس بالقاهرة، توفي والده وهو في سن مبكر، وهو الأكبر بين ثلاثة إخوة، ويتولى مسؤولية إعالة والدته المريضة بالسكري، وشقيقه الذي يعاني من مشاكل في الكلى.
استقرت حياته بعد أن تزوج وأنجب أربعة أطفال، وعمل حارس عقار في منطقته، لكنه ظل يراوده حلم الثراء السريع من خلال البحث والتنقيب عن الآثار.
هوس التنقيب عن الآثار
استيقظ مصطفى صباح الأربعاء قبل الماضي، 18 سبتمبر، وقرر الذهاب مع أصدقائه إلى موقع للتنقيب عن الآثار داخل فرن في المنطقة يمتلكه “محمد. م”، دون أن يخبر زوجته بذلك.
استمر في الحفر مع العمال حتى وصل عمق الحفرة إلى 10 أمتار، وكان لا يزال يحلم بالثراء السريع، آملاً في الحصول على أموال طائلة دون عناء أو مشقة في حياته.
واصل الحفر حتى حلول الليل، بحثاً عن “وهم العثور على الكنوز الفرعونية المدفونة في أعماق الأرض”، لكن نهايته كانت مؤسفة بسقوطه.
مصطفى فين؟
انتظرت زوجة “مصطفى” عودته، بدأ القلق يساورها فلم يعتد التأخر إلى ما بعد الساعة التاسعة مساءً يوميًا، ومع حلول العاشرة مساءً، تملك القلق والخوف قلب الزوجة، ارتدت عباءتها وخرجت متجه نحو العقار الذي يعمل به ولكنها لم تجده.
جابت الزوجة شوارع عين شمس بحثا عن زوجها ومقتفية أثره، ومرت ساعات من البحث حتى انتصف الليل، دون جدوى.
صباح اليوم التالي، 19 سبتمبر، زادت مخاوف الزوجة بعدما لم يعد مصطفى إلى المنزل، وبدأت رحلة بحث جديدة، انتهت بها في قسم شرطة عين شمس، حيث توجهت إلى أحد الضباط وطلبت منه تحرير محضر بتغيُّب زوجها، أدلت بتفاصيل غيابه وأوصافه.
العثور على مكان “مصطفى”
بدأت الشرطة في تنفيذ خطة بحث لكشف غموض الحادث، حيث استطاعت تحديد موقعه من خلال تتبع الكاميرات، وتبين أنه دخل إلى مخبز في المنطقة ولم يخرج منه.
10 أيام منذ سقوطه، وعلى الرغم من جهود البحث التي شارك فيها رجال الحماية المدنية وأفراد أسرته، لم تسفر العمليات عن أي نتائج حتى الآن.
تسود حالة من الحزن بين أفراد أسرته الذين يتمنون فقط العثور على جثمانه، ولا يرغبون في شيء آخر.
اختفاء غامض
قال حسام أحمد، ابن خال المجني عليه، إن الحفرة لم تنهار بالكامل، بل يوجد جانب منها في الأسفل وهو الجزء المنهار، ويبلغ عمقه متر ونصف، ويحتمل أن تكون الجثة تحت هذا العمق، ولكن بالبحث لم يجدوا جثمانه.
أضاف حسام ، أن هذه المواصفات ليست صعبة على الدفاع المدني المصري، فالأبطال يقومون بجهود كبيرة للعثور عليه.
أوضح، أنهم يستغيثون للحصول على المساعدة للوصول إلى جثة مصطفى حتى يتم دفنه بين أهله، ويكون له قبر يُصلى عليه صلاة الجنازة بدلاً من صلاة الغائب.
أشار إلى أن جهود الإنقاذ البري لم تسفر عن العثور عليه حتى الآن، وأن التحريات تشير إلى وجود شبهة جنائية، حيث يُحتمل أنه “ذبح” لتقديمه قربانا لفتح المقبرة، وفق اعتقاد لصوص الآثار.