تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي لأن يدخل نظامها الدفاعي الجديد المعتمد على أشعة الليزر “Iron Beam/ الشعاع الحديدي” حيز التشغيل خلال عام واحد، وسط عجز “القبة الحديدية” عن حماية أمن إسرائيل بشكلٍ كاملٍ، في ظل انخراطها في حرب الطائرات بدون طيار وتبادل رشقات الصواريخ مع إيران وحزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الدرع، الذي أطلق عليه اسم “الشعاع الحديدي”، يهدف إلى استخدام أشعة الليزر عالية الطاقة لمواجهة مجموعة من المقذوفات، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ وقذائف الهاون.

وهذا الأسبوع، أنفقت حكومة الاحتلال أكثر من 500 مليون دولار على صفقات مع المطورين الإسرائيليين، رافائيل أدفانسد ديفنس سيستمز، مهندسي القبة الحديدية الإسرائيلية، وإلبيت سيستمز لتوسيع إنتاج الدرع الليزري الجديد، حسب تقرير لشبكة CNN.

وقال إيال زامير، المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان: “إنه المتوقع أن تدخل القدرة الأولية لنظام الليزر الأرضي الخدمة التشغيلية في غضون عامٍ واحدٍ”.

نظام الدفاع بالليزر شعاعا عالي الطاقة لإسقاط المقذوفات
أسلحة الليزر
كشفت إسرائيل لأول مرة عن نموذج أولي لـ”الشعاع الحديدي” في عام 2021، ومنذ ذلك الحين تعمل على تشغيله، إلى جوار أنظمة الدفاع الأخرى، مثل “القبة الحديدية”.

وفي أعقاب عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر الماضي، بدأت الفصائل الفلسطينية، أعقبها حزب الله في لبنان، ثم إيران، في إغراق منظومة “القبة الحديدية” التي تعتمد عليها إسرائيل في تأمين محيطها الجوي، وذلك من خلال قصفها بمختلف المقذوفات، من الصواريخ والطائرات بدون طيار إلى قذائف الهاون والصواريخ الباليستية.

وخلال الشهر الماضي، شهدت أجواء الاحتلال عددًا من الاختراقات، أبرزها، عندما تضرر منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على شاطئ البحر في مدينة قيسارية الساحلية المُحتلة، في هجوم بطائرة مسيّرة ضمن موجة من ثلاث طائرات تمكنت من الإفلات من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي.

ويقول الخبراء إن “الشعاع الحديدي” يمكن أن يكون بمثابة طبقة دفاع إضافية لدولة الاحتلال، سواء من حيث الفعالية أو التكلفة.

وليست إسرائيل الدولة الأولى التي تعمل على تطوير هذه التقنية العسكرية، فقد أجرت حكومات أخرى تجارب على أنواع مختلفة من أنظمة الليزر.إذ اختبرت البحرية الأمريكية أسلحة ليزر عالي الطاقة، قادر على تدمير الطائرات أثناء تحليقها. وعرضت المملكة المتحدة مؤخرًا سلاحًا يعمل بطاقة الليزر يسمى “دراجون فاير”، والذي يمكن استخدامه ضد التهديدات الجوية، بتكلفة وصلت إلى 100 مليون جنيه إسترليني.

أيضًا، أشارت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” إلى أن الصين وروسيا تعملان على تطوير أسلحة ليزر قادرة على استهداف الأقمار الصناعية. ويتميز نظام الدفاع بالليزر الصيني Shen Nung بأنه يمكن للرادار تحديد التهديدات حتى مدى خمسة كيلومترات، بينما تبلغ قوة شعاع الليزر من 10 إلى 20 كيلووات. ويمكنه تعمية المسيّرات على مدى ثلاثة كيلومترات واعتراضها على مدى 1.5 كيلومتر. كما يمكن تشغيل الليزر لمدة 200 ثانية ثم يتطلب خمس دقائق لإعادة الشحن.

وأعلنت كوريا الجنوبية في يوليو أنها بدأت الإنتاج المتسلسل لنظام الدفاع بالليزر Block I، بتكلفة 132 مليون دولار، لكنه يتميز بمدى أقصر (3 كيلومترات) وقوة أضعف بكثير (20 كيلووات) عن النظام الإسرائيلي الجديد؛ وفق صحيفة “جيروزاليم بوست”.

تكلفة كل صاروخ اعتراضي من “القبة الحديدية” تقدر بنحو 50 ألف دولار
أدق وأرخص
يستخدم النظام الجديد ليزرًا عالي الطاقة يتم تثبيته على الأرض، ويصل مداه من مئات الأمتار إلى عدة كيلومترات، ويقوم الليزر بتسخين قذيفة الهدف في المناطق المعرضة للخطر، بما في ذلك محركها أو رأسها الحربي، حتى تنهار المقذوفة.

وتلفت CNN إلى أن هذا النظام يختلف عن الوسائل التقليدية التي تستخدمها إسرائيل لتدمير الصواريخ والقذائف، حيث يتم استخدام الرادار لتحديد التهديد القادم، ومن ثم يتم إطلاق صاروخ اعتراضي لتدمير المقذوف في الجو.

ويقول خبراء إن الدرع الليزري سيكون أرخص وأسرع وأكثر فعالية مقارنة بالقبة الحديدية؛ حيث إن تكلفة كل صاروخ اعتراضي من “القبة الحديدية” تقدر بنحو 50 ألف دولار، إن لم يكن أكثر، لأن إسرائيل تطلق صاروخين في كل عملية اعتراض.

ونقل التقرير عن شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، التي تساعد في إنتاج الدرع الجديد، أن نظام الدفاع بالليزر “يكلف حوالي صفر لكل اعتراض”. بينما قال رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت في عام 2022، إنه من المتوقع أن يكلف كل اعتراض قائم على الليزر 2 دولار فقط.

كما قال الخبراء إن نظام الليزر سيكون أكثر فعالية ضد الطائرات المسيّرة، والتي فشل نظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي مرارًا وتكرارًا في اعتراضها. ففي حين أن “القبة الحديدية” تعترض وتدمر معظم المقذوفات، إلا أنها مصممة في المقام الأول لمواجهة الصواريخ والقذائف، وليس الطائرات بدون طيار.

وبينما المركبات الجوية غير المأهولة صغيرة وخفيفة الوزن ولديها بصمة رادارية منخفضة، فإن أنظمة الرادار الإسرائيلية لن تكتشفها دائمًا بالطريقة التي تكتشف بها الصواريخ، والتي هي أكبر حجمًا. كما أن المسيّرات ليس لها دائمًا وجهة محددة وقد تغير اتجاهها في منتصف الرحلة.

وأشار أحد الخبراء إلى أن نظام الليزر سيكون فعّالًا للغاية ضد الطائرات بدون طيار، حيث سيكون الليزر قادرًا على “تسخين وتدمير” المركبات الجوية غير المأهولة بشكل فعّال.