جمهوريه الكونغو الديمقراطيه هي واحده من افقر الدول علي وجهه الارض لكنها تحتوي علي اغني رواسب الكوبالت في العالم.
جمهوريه الكونغو تاني اكبر دوله من حيث المساحه في افريقيا بعد الجزائر ورقم 11 عالميا دوله غنيه جدا بموارد طبيعيه جهه الشرق تحديدا في هذ البلد كنز رهيب من المعادن الحيويه لادق واخطر الصناعات
من المفترض ان دوله الكونغو بمواردها تكون في مقدمه الدول لكن مايحدث هو العكس تماما.
الكونغو منذ عشرات السنوات في صراعات ونزاعات وفساد.
تحتوي علي مناجم شرق الكونغو مناجم ماس ويورانيوم وقصدير ونحاس وحديد وتنتالوم الذي يستخدم في صناعه الطيارات وغيرها.
نركز علي معدن الكوبالت او ما يعرف باسم الذهب الازرق من فتره قريبه لم يكن له اي اهميه لكن تحول حاليا لواحد من اهم معادن العالم.
تحتوي الكونغو علي نص كميه الكوبالت المعروفه والموجوده في الكوكب حاليا وبتنتج حوالي 70% من الانتاج العالمي .
الكوبالت بيدخل في صناعه بطاريات كل الاجهزه الحديثه حاليا ولكن وجوده بدا يتحول لوجود مؤثر جدا مع تحول العالم بخطوات متصارعه للطاقه النظيفه.
الصين حاليا شركات وحكومه بيتحكموا في 70%من قطاع التعدين الكونغولي كله وحصل صفقات استحواذ ودعوه فساد وصراعات علي الحكم.
تمتلك الشركات الصينيه 15 منجما من اصل 19 تستخرج هذا المعدن النفيس ويذهب 80% من الكوبالت الكونغولي الي الصين ليدخل عمليه المعالجه.
ومهد توسع الصين في الكونغو الديمقراطيه الطريق امام الفساد الحكومي والخلافات المتزايده بين مشغلي المناجم وسكان المناطق التي يعملون بها.
معدن الكوبالت معدن عالمي من قديم الازل تم اكتشاف وجوده في بعض المنحوتات المصريه القديمه ووجد في بعض المجوهرات الفارسيه وتاريخها يرجع للالفيه التالته قبل الميلاد وكان موجود في ادوات وبعض المنحوتات بانقاض المدن الرومانيه القديمه وصولا لبعض الاثار الصينيه التي يرجع تاريخها لاكثر من عشر قرون.
1735 الكيميائي السويدى جورج براندت اكتشفه واطلق عليه اسم شبه معدني هذا قبل عمال المناجم الالماني ينقذوه ويطلقوا عليه اسم كوبلت وهذا لفظ من الاساطير الالمانيه لنوع من العفاريت يسكن في المناجم تحت الارض فااعتقد عمال المناجم ان الكوبلت من اثار العفاريت بسبب لونه الازرق فاهذا كان سبب تسميته .
بعد حوالي 200عام تم اكتشاف النظير المشع للكوبالت كوبل 60 عام 1938 الذي يدخل في توليد اشعه جاما التي تستخدم في معالجه بعض الامراض المزمنه وتعقيم المواد الغذائيه والادوات الطبيه ومعالجه مياه النفايات الصناعيه وغيرها من الاستخدامات.
بعد الحرب العالميه التانيه بدات امريكا تنتبه لاهميه وجود الكوبالت لبعض الاستخدامات العسكريه مثلما كان الالمان بيستخدموه خاصه في دخوله في صناعات بعض اهم الذخائر المخترقه للدروع وبدات تبحث عنه داخل حدودها ووجدت بالفعل امدادات كافيه من معدن الكوبالت في ولايه ايداهو بالقرب من جبل من جبال وادي بلاك بيرد.
ذادت اهميه الكوبالت في اخر 15 عام عندما بدات طفره الاجهزه الالكترونيه الحديثه بدانا نري الهواتف الذكيه والحواسيب المحموله والالواح الرقميه والعاب الاطفال المتطوره واي شئ عموما يحتوي علي بطاريه ليثيوم التي يعتبر الكوبالت جزء اساسي في تصنيعها.
لكن النقله الاوسع كانت مع بدء تصاعد موجه السيارات الكهربائيه في العشر سنوات الاخيره وهذه الموجه التي ساهمت في تصاعد التنافس علي الكوبالت والسيطره علي اماكن وجوده وعمليه معالجته بجانب ذلك ان اكبر سوق من هذه السيارات في العالم هو الصين الذي يستحوذ علي 60% من مبيعات المركبات الكهربائيه عالميا.
اكبر مكون بيستهلك الكوبالت حاليا تصنيع بطاريات المركبات الكهربائيه يعني كل عربيه تيسلا يوجد بها بطاريه سعتها متوسطه بيدخل في تصنيعها كميه كوبالت توصل ل5 كيلو كوبالت تقريبا وهذه كميه لبطاريه واحده وهذه كميه اكبر ب400 ضعف من كميه الكوبالت التي تحتاجها بطاريه هاتف او لاب توب وهنا سوف تظهر ملامح حرب الكوبالت.
قامت الدول الغربيه باستغلال الكونغو واخذ منها الكوبالت باسعار قليله جدا عن طريق وسطاء محلين.
المناجم القانونيه تنتج 70% من انتاج البلد من الكوبالت والمناجم غير القانونيه تنتج ال30%المتبقين.
استغلال الكونغو ليست بالقصه الجديده يكفي ان نري تاريخ فرنسا وامتصاصها لخيرات لبعض اهم دول غرب افريقيا.
وتاريخ امريكا التي اخذت اليورانيوم من الكونغو واستخدمته في صناعه قنبلتي هيروشيما ونجازاكي وموجود في جزء من ترسانتها النوويه الحاليه.
لكن يوجود دوله جديده من الشرق تزحف وتعمل في صمت حتي تفوقت علي القوه الاستعماريه التقليديه واصبحت هي من تمتص الكونغو هذه الدوله هي الصين لدرجه تسميه الكونغو بالكونغو الصينيه بسبب النفوذ الصيني الكبير في البلد خاصتا في قطاع التعدين.
هذا النفوذ بدا في 2007 تقريبا عندما تعاقدت الحكومه الكونغوليه مع مجموعه من الشركات الصينيه المملوكه للدوله لتاسيس مشروع مشترك لتعدين الكوبالت والنحاس وقتها هذا كان اهم مشروع صيني في افريقيا لدرجه تم تسميته بصفقه القرن.
في سنه 2016 شركه فري بورت الامريكيه باعت 80% من حقوق ملكيه منجم تينكي فورنجوروميه وهذا احد اكبر مناجم النحاس والكوبالت في العالم مقابل 2.6 مليار دولار تم بيعه لشركه تعدين صينيه عملاقه وهي حاليا تاني اكبر منتج للكوبالت.
الولايات المتحده مشكلتها هنا ليست هيمنه الصين علي التحكم في انتاج اكبر دوله فيها كوبالت علي وجهه الارض وهي الكونغو لكن مشكلتها ان الصين بتعالج بنفسها 80 %من الكوبالت حاليا في العالم تمهيدا لاستخدامه في الصناعات المختلفه
دوره الانتاج تمر باربع مراحل رئيسيه المرحله الاولي التنقيب والاستخراج.
المرحله الثانيه المعالجه وتضمن تنقيه المعادن من الشوائب حتي تكون اكثر نقاءا وجاهزه للتصنيع.
اما المرحله الثالثه هي مرحله انتاج المكونات حسب استخدام المعدن.
اما المرحله الرابعه والاخيره هي صناعه الشئ الذي يدخل به المعدن.
كل مرحله من هذه المراحل لها صعوباتها وتعقيداتها وتتطلب تقنيات متطوره غالبا لاتكون متوفره للدول المنتجه لاغلبها تكون متوقفه علي المرحله الاولي والثانيه اما الصين فاتتحكم في 80%من هذه العمليه كااستخراج ومعالجه مكونات وصناعه .
الصين لم تكتفي في اكتشاف هذه المواد فقط ولكنها نجحت في تخزينها وهذا شئ فشلت فيه الولايات المتحده مؤخرا
الصين حريصه علي استمرار ايراداتها من مبيعات الكوبالت وهي ايرادات بمليارات الدولارات
الصين تهيمن هيمنه كاسحه وبلا اي منافس في صناعه البطاريات الكهربائيه.الصين تنتج حوالي 77% من الانتاج العالمي للبطاريات الكهربائيه اما الولايات المتحده تنتج حوالي 7% فقط من هذه البطاريات.
من هنا ادركت امريكا انها تحت رحمه الصين وان الصين هي من تتحكم في المعادن والصناعات
احدي الخطط من ضمن خطط امريكا انها توقف الصين من الاستحواذ علي هذه النسبه من المعادن وخصوصا انها موجوده علي اراضي غير صينيه
خطه امريكا انها ترجع تكون هي المتحكمه الاولي في العالم
الحرب الحقيقيه هي سيطره امريكا لتحكم العالم كله حرب الاستحواذ علي القطب الشمالي والمخزون الغني الموجود في الدول الافريقيه
للكاتبه :مي محمد