تعد حدائق بابل المعلقة واحدة من التحف الفنية المعمارية المذهلة ، يعتقد أنها بنيت في مدينة بابل القديمة التي تقع حاليا بالقرب من مدينة “الحُلة” في محافظة “بابل” في دولة العراق وبجانبها توجد العديد من المعالم الجذابة ، وقد اعتبرت الحدائق إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة…

نالت الحدائق شهرة واسعة ربما بسبب كونها أول تجربة للزراعة العمودية في التاريخ ، وأول تطبيق لمحاولة بناء جبل صناعي على أرض منبسطة إضافة إلى تقنيات الري الغامضة التي تم استخدامها في ذلك الزمن البعيد والتي حافظت على حياة آلاف الأشجار المرتفعة عن النهر عشرات الأمتار…

كانت الحدائق تتميز بأنها معلقة في الهواء و الأعمدة الحجرية الكبيرة التي استخدمت في بنائها ، والتربة الجيدة والكثير من الأغصان ، وكانت تتميز أيضا بتنوع النباتات والأشجار ما بين أشجار الفاكهة والخضروات ونباتات الزينة وغيرها ، وتم توصيل المياه لها من خلال مضخات كبيرة وبعض قنوات المياه المتنوعة التي كانت تتواجد بها…

اختلفت الروايات حول سبب بناء الحدائق ولكن الشائع أن الحدائق بنيت على يد الملك “نبوخذ نصر الثاني” سنة 600 قبل الميلاد إرضاءا لزوجته “أميتس” الفارسية التي اعتادت العيش في تلال بلاد فارس الوافرة وكرهت العيش في أرض بابل المسطحة فأمر الملك ببناء هذه الحدائق المعلقة من أجلها والتي لم يسبق أن عرف التاريخ مثلها…

⬅️ أما عن الوصف فقد ذكرت حدائق بابل المعلقة في الكثير من المصادر التاريخية القديمة..

وفقا لما قاله المؤرخ “ديودور الصقلي”: إن مساحتها بلغت أكثر من 14 ألف متر مربع وكانت على شكل تل وتتكون من طبقات ترتفع الواحدة فوق الأخرى و كانت أشبه بالمسارح اليونانية وضمت الكثير من الأشجار المتنوعة كما تم تصميمها بطريقة تسمح للضوء بالوصول إلى كل جزء فيها…

أما بالنسبة لما قاله المؤرخ والجغرافي “سترابو”: أنه تم استخدام آلات مبتكرة لرفع المياه من النهر إلى أعلى نقطة في تلك الحدائق حيث كانت ترفع المياه عن طريق أنابيب لولبية تبدأ من نهر الفرات ، وقد خصص لذلك موظفين لإدارة هذه الأنابيب ومتابعة صيانتها باستمرار…

* يعتقد البعض أن حدائق بابل المعلقة ماهي إلا أسطورة وذلك لعدم العثور على أثر أو أي دليل مادي لهذه الحدائق في بابل القديمة ولا حتى في النقوش انما ما وصل إلينا عنها كان مصدره كتابات المؤرخين والشعراء اليونانيين…

إلا أن هناك نظرية مختلفة قامت بطرحها البريطانية “ستيفاني دالي” (المتخصصة في الدراسات الشرقية بجامعة أكسفورد) تفتح الباب على احتمالية العثور على حدائق بابل ، حيث قالت إن السبب وراء عدم عثور العلماء على أي دليل مادي على وجود الحدائق هو أن العلماء ضلوا طريقهم أثناء البحث عنها ، بمعنى آخر أنهم كانوا يبحثون في المكان الخطأ وهو بابل القديمة……

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *