قدم الحزب الحاكم في جورجيا برنامجه الانتخابي، ومن بين أهم أولوياته تسوية النزاع مع روسيا. وفي الفترة التي تسبق التصويت، الذي من المقرر أن يجري في 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تُسمع أيضًا خطابات تصالحية من تبليسي موجهة إلى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
وقد أشار رازيل غوزايروف، الباحث في قسم الشرق الأوسط وما بعد السوفييتي بمعهد المعلومات العلمية في العلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إلى أن موسكو وتبليسي قامتا بالفعل بخطوات صغيرة تجاه بعضهما البعض: فقد فتحتا رحلات جوية مباشرة وزادتا حجم التبادل التجاري.
ولكن غوزايروف يرى أنه لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن إقامة علاقات كاملة، وقال: “بادئ ذي بدء، من المهم أن نفهم أن مواقف الطرفين (روسيا وجورجيا) بشأن وضع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية شديدة التناقض. روسيا، تعترف رسميًا بهما، وموقفها منهما يشكل عنصرًا مهمًا في سياسة موسكو القوقازية، أما بالنسبة لجورجيا فهي أراضٍ سليبة وتشكل صدمة وطنية، ولا بد في هذه الحالة من أن يقدم أحد الطرفين على الأقل تنازلات. لكن لا جورجيا، ولا روسيا بشكل خاص، مستعدة لهذا الآن”.
ولفت ضيف الصحيفة الانتباه بشكل خاص إلى حقيقة أن البرنامج الانتخابي الذي أعلنه رئيس وزراء جورجيا يتضمن أيضًا نقاطًا حول إعادة ضبط العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتعميق التعاون مع الناتو، فـ “التوجه الغربي في سياسة جورجيا الخارجية يبقى أساسيا بالنسبة للبلاد. وليس هناك حاجة للحديث عن تعزيز الاتجاه الروسي أو إعادة توجيه سياسة البلاد الخارجية. صحيح أن جورجيا تحاول حل بعض التناقضات في علاقاتها مع روسيا، ولكن هذه التغييرات في خطاب قيادة البلاد قد تكون انتهازية”.