وجهت ثماني منظمات إنسانية دولية في تقرير صحفي مشترك، نداءً عاجلًا إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، محذرة من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، جراء الحرب المستمرة منذ عام ونصف. وأكدت المنظمات أن حياة السكان العالقين في مناطق النزاع أصبحت “جحيمًا لا يطاق”، وفقًا لـ”سكاي نيوز”.
النداء، الصادر عن كل من المجلس النرويجي للاجئين والمجلس الدنماركي للاجئين ومنظمات “كير”، “جول”، “بلان”، “الإغاثة”، “إنقاذ الطفولة” و”سوليداريتي” الدولية، انتقد الجهود المبذولة حتى الآن للحد من العنف، مؤكدا أنها لم ترقى إلى مستوى الكارثة التي يعيشها الشعب السوداني.
تفاقم الأزمة الإنسانية
الحرب، التي امتدت إلى 13 ولاية من أصل 18 في السودان، أدت إلى تفاقم الأزمات الإنسانية بشكل غير مسبوق. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدًا حادًا في وتيرة الصراع، حيث وصل العنف إلى مستويات غير مسبوقة منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل 2023.
بالتوازي مع هذا التصعيد العسكري، انتشرت الأمراض المعدية وارتفعت معدلات سوء التغذية بين الأطفال.
في هذا السياق، أشار التقرير، إلى أن الجوع أصبح يحاصر نحو 26 مليون شخص في السودان، بينما يعاني حوالي 34% من الأطفال من سوء التغذية أو سوء التغذية الحاد.
ومع استمرار الحرب، يعيش السكان تحت القصف اليومي ويفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية.
سلطت المنظمات، الضوء بشكل خاص على مأساة الأطفال، الذين يعيشون في ظروف مروعة بلا أي بوادر لانتهاء الصراع. ويعاني هؤلاء الأطفال من القصف الجوي والأرضي الذي يستهدف مدن مثل الفاشر، التي وصفت بأنها أصبحت “جحيمًا على الأرض” لآلاف النساء والأطفال والفئات الضعيفة.
وشهد الشهر الماضي، تصعيدًا إضافيًا للأعمال القتالية، ما عرض حياة 2.8 مليون شخص في الفاشر وشمال دارفور للخطر.
وأشار أحد موظفي حماية الطفولة إلى أن الأطفال يسألونه باستمرار عن موعد انتهاء الحرب، بينما قال آخر إن الأطفال يعبرون عن رغبتهم العميقة في توقف الصراع لإنقاذ حياتهم وحياة أقرانهم.
انتشار الأمراض
حذرت منظمة إنقاذ الطفولة، من أن معدلات الوفيات بسبب تفشي الكوليرا ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف المعدل العالمي، ما يشكل تهديدًا كبيرًا للأطفال مع استمرار ارتفاع الإصابات.
وأشارت المنظمة إلى أن 80% من المستشفيات في البلاد خرجت عن الخدمة، ما يفاقم من صعوبة الحصول على العلاج.
وتواجه المنظمات الإنسانية، تحديات ضخمة تتمثل في نقص التمويل، حيث لم يقدم المجتمع الدولي سوى 1.3 مليار دولار من أصل 2.7 مليار دولار كانت الأمم المتحدة قد طلبتها لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في السودان.