كشف تقرير جديد عن اختفاء حوالي 20 ألف طفل من المدارس الثانوية في بريطانيا خلال العام الماضي، دون وجود تفسير واضح لهذه الظاهرة المثيرة للقلق. ووفقًا لدراسة أجراها معهد أبحاث السياسات العامة ومؤسسة The Difference الخيرية التعليمية، فقد تم تسجيل أكثر من 19 ألف طفل كمحرومين من التعليم، مع وجود 150,256 آخرين يفتقدون نصف العام الدراسي بسبب الغياب.

تقول جيني غراهام، مديرة قسم الأبحاث في The Difference: “لا نعرف ما حدث لهؤلاء الأطفال. بعضهم انقطع عن التعليم تمامًا، والنتائج السلبية لذلك معروفة. هذا فشل منهجي، وأولئك الأطفال هم الأضعف في مجتمعنا، وعلينا أن نحميهم ونفهم ما يحدث لهم.”

وأشار التقرير إلى أن الأطفال الذين يحصلون على وجبات مدرسية مجانية، أو لديهم اتصال بالخدمات الاجتماعية أو احتياجات تعليمية خاصة، هم الأكثر عرضة للتغيب عن المدرسة. الأسباب قد تشمل الاستبعاد أو الإيقاف، وكذلك الفشل في الحضور، إضافةً إلى الاحتياجات المعقدة، قضايا الصحة العقلية، أو نقل الطلاب بين الأقسام.

وأضافت غراهام أن بعض الطلاب قد ينتقلون إلى الخارج أو ينخرطون في مدارس غير قانونية، ولكن العدد الأكبر من هؤلاء الأطفال قد يترك التعليم تمامًا، مما يؤثر سلبًا على فرصهم المستقبلية.

ووفقًا للأرقام، فإن الرقم 19,000 يمثل عدد الطلاب الذين التحقوا بالمدرسة في السنة السابعة قبل خمس سنوات، لكنهم لم يبدأوا أو يكملوا السنة الحادية عشرة هذا العام. هذا الرقم لا يشمل الأطفال في المدارس الابتدائية، مما يعني أن العدد الفعلي قد يكون أكبر.

كما ارتفعت حالات تعليق واستبعاد الطلاب في إنجلترا بنسبة تزيد عن 20% خلال العام الماضي، حيث فقد الطلاب حوالي 32 مليون يوم من التعلم، مقارنة بـ19 مليون يوم قبل جائحة كورونا. وتشير أحدث الأرقام الحكومية إلى أن حالات الإيقاف بلغت مستوى قياسيًا في العام الدراسي 2022/23، مع 786,961 حالة، بزيادة قدرها 36% عن العام السابق.

وأثارت أزمة الصحة العقلية أيضًا قلقًا كبيرًا، حيث تقدر هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا أن 23% من الأطفال بين 11 و16 عامًا يعانون من احتياجات تتعلق بالصحة العقلية، مما دفع عددًا كبيرًا من التلاميذ إلى ترك المدرسة لتلقي التعليم في المنزل.

قال كيران جيل، زميل معهد السياسة العامة والرئيس التنفيذي لمؤسسة The Difference: “لقد شهدنا ارتفاعًا مثيرًا للقلق في عدد الأطفال الذين فقدوا التعليم خلال السنوات الأربع الماضية بعد الوباء. يجب أن نشعر جميعًا بالقلق حيال هذا الظلم الاجتماعي الذي يعاني منه الأطفال في جميع أنحاء العالم.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *