يبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، جولة جديدة في الشرق الأوسط، من إسرائيل، الثلاثاء المقبل، في محاولة أمريكية جديدة لإقناع مسؤولي الاحتلال بوقف الحرب على غزة لاستعادة المحتجزين في القطاع، قبل انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر المقبل.
ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي، عن مسؤولين إسرائيليين، أنّ زيارة بلينكن لإسرائيل تأتي ضمن جولة له في الشرق الأوسط، إذ من المتوقع أنّ يناقش وزير الخارجية الأمريكي محاولات استئناف المفاوضات بشأن صفقة تبادل المحتجزين في غزة بأسرى في سجون الاحتلال، والترويج لخطة لليوم التالي في غزة، والحرب في لبنان، والرد الإسرائيلي المرتقب على إيران.
وتأتي الزيارة الـ11 التي يجريها وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، منذ بدء الحرب على غزة، في ظل تعقيدات متصاعدة، تلت استشهاد زعيم حركة حماس يحيى السنوار، واستهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمُسيّرة في قيسارية، وما قد يتسبب به ذلك من تداعيات في المنطقة، لا سيما بعد تحميل نتنياهو المسؤولية لإيران.
وهناك تخوف من تغيير نتنياهو لخطة الأهداف المتفق عليها بين إسرائيل والولايات المتحدة في ما يخص الضربة على إيران، إذ قالت إسرائيل إنها ستستهدف مواقع عسكرية إيرانية ولن تستهدف النووية، إلا أن التطورات الأخيرة قد تغير كل ما تم الاتفاق عليه.
والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيرسل وزير خارجيته إلى إسرائيل لمحاولة الدفع نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد اغتيال “السنوار”.
وقال “بايدن”، للصحفيين بعد وصوله إلى ألمانيا: “حان الوقت لتنتهي هذه الحرب ويعود هؤلاء الرهائن (المحتجزين)، وهذا ما نحن مستعدون للقيام به، وأنا سأرسل أنتوني بلينكن إلى إسرائيل”، مشيرًا إلى أن الزيارة ستحصل في غضون “أربعة أو خمسة أيام”.
بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إنّ واشنطن تريد استئناف المحادثات بشأن مقترح لوقف إطلاق النار، وتحرير المحتجزين في قطاع غزة بعد اغتيال السنوار.
كما ذكرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، أمس السبت، أن اغتيال السنوار يعد “فرصة لوقف إطلاق النار”.
والأسبوع الماضي، أرسلت إدارة بايدن رسالة إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي تطالبها فيها بالتحرك لتحسين الوضع الإنساني في غزة خلال الثلاثين يومًا المقبلة أو المخاطرة بانتهاك القوانين الأمريكية التي تحكم المساعدات العسكرية الأجنبية.
وتواجه إدارة الرئيس الأمريكي انتقادات متزايدة، في الوقت الذي تبدو فيه الولايات المتحدة غير قادرة أو غير راغبة في ممارسة ضغوط كبيرة على إسرائيل قبل أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، بحسب خبراء.
وقبل أيام، نقل “أكسيوس” عن مسؤولين أمريكيين، أن وزير بلينكن يدرس تقديم خطة “ما بعد الحرب في غزة”، والتي تعتمد على أفكار طوّرتها إسرائيل، ومن المقرر تقديمها بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأشار التقرير إلى أن العديد من المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية في واشنطن يشعرون بالقلق من أن الخطة قد تؤدي إلى تهميش رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحكومته “وهو ما تدفع إسرائيل نحوه في الأمد القريب”.
ولفت “أكسيوس” إلى أنه مع عدم وجود اتفاق في الأفق لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، فإن تقديم خطة اليوم التالي يمكن أن يكون جزءًا إيجابيًا محتملًا من إرث إدارة بايدن المحيط بالصراع.
وضم التقرير آراء 12 مسؤولًا أمريكيًا وإسرائيليًا وفلسطينيًا مطلعين على المناقشات، إذ أشار الأمريكيون إلى أن البعض في وزارة الخارجية -بما في ذلك بلينكن- يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار لا يبدو ممكنا قبل نهاية إدارة بايدن، وبالتالي فإن الخطة الإسرائيلية هي “خطة بديلة محتملة”، يمكن أن تبدأ في رسم مسار للخروج من الحرب.
لكن مسؤولين آخرين داخل الخارجية الأمريكية يقولون إن هذه الفكرة “غير حكيمة، ولا تخدم إلا مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن المؤكد أن الفلسطينيين سوف يرفضونها وسوف تفشل”.