بينما بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، شهادته حول طلب الرئيس جو بايدن ميزانية قدرها 64 مليار دولار للشؤون الخارجية، ضمن 4 جلسات استماع بالكونجرس هذا الأسبوع، يشهد مبنى الكابيتول انقسامات عميقة بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن أولويات الإنفاق والسياسة تجاه إسرائيل.
في الوقت نفسه، يحشد الساسة الأمريكيون قواهم، متوعدين المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الذي كشف عن تعرضه للتهديدات، بعد طلبه، أمس الاثنين، إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت لارتكابهما جرائم حرب في قطاع غزة.
واشنطن تتوعد مدعي المحكمة الجنائية الدولية
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء إن الإدارة الأمريكية ستكون سعيدة بالعمل مع الكونجرس لصياغة “د مناسب” على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الذي يسعى لإصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين بشأن حرب غزة.
قبيل إفادة وزير الخارجية الأمريكي أمام لجنة العلاقات الخارجية واللجنة الفرعية للمخصصات التي تشرف على الإنفاق الدبلوماسي والمساعدات الخارجية في مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، كان الرئيس جو بايدن يؤكد رفضه قرار خان.
وقال بايدن: “مهما كانت توحي به مذكرات الاعتقال، لا يوجد تشابه بين إسرائيل وحماس، ومن الواضح أن إسرائيل تريد أن تفعل كل ما في وسعها لضمان حماية المدنيين”.
وأضاف: “اسمحوا لي أن أكون واضحًا، خلافًا للادعاءات التي وجهتها محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، فإن ما يحدث ليس إبادة جماعية، ونحن نرفض ذلك، وسنقف دائمًا إلى جانب إسرائيل، والتهديدات التي تواجه أمنها”.
ورغم دعمه لتل أبيب، من المتوقع أن تركز جلسات الاستماع على السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، بعد أن قال بايدن، في وقت سابق من هذا الشهر، إنه “سيؤخر شحنة قنابل إلى إسرائيل، ويبحث حجب شحنات أخرى، إذا نفذت القوات الإسرائيلية اجتياحًا كبيرًا لرفح، المدينة المكتظة باللاجئين في جنوب قطاع غزة”.
تهديد “خان”
أثارت قرارات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تنديدًا غاضبًا من الجمهوريين، الذين اتهم بعضهم بايدن بالتخلي عن إسرائيل، رغم مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي يتم التجهيز لإرسالها إلى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ووصف السيناتور ليندسي جراهام، أكبر جمهوري في اللجنة الفرعية للمخصصات -حيث يدلي بلينكن بشهادته- أوامر المحكمة الجنائية الدولية بأنها “مخزية” ووعد باتخاذ إجراء.
وقال جراهام في بيان: “سأعمل بشكل محموم مع زملائي من الحزبين في كلا المجلسين لفرض عقوبات صارمة على المحكمة الجنائية الدولية”.
كما انتقد الديمقراطيون إصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين، فيما أثار بلينكن تساؤلات حول اختصاص المحكمة، وكذلك عملية تقديم الطلب، مضيفاً أن ذلك “قد يقوض المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار”.
“خان” يتجاهل التهديدات
وردًا على الانتقادات الأمريكية، قال “خان” خلال حواره مع شبكة CNN، إن بعض الساسة الأمريكيين تحدثوا معه بشأن طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، مؤكدين له أن “المحكمة بنيت من أجل إفريقيا ومن أجل السفاحين مثل بوتين”.
وأكد خان أن المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تكون انتصارًا للقانون على السلطة والقوة الغاشمة “انتزع ما تستطيع. خذ ما تريد. افعل ما تريد. وببساطة لن تثنينا التهديدات أو أي أنشطة أخرى”.
ومضى بالقول: “لن تثنينا التهديدات أو أي أنشطة أخرى، لأنه في النهاية، علينا أن نفي بمسؤولياتنا كمدعين عامين، كرجال ونساء في المكتب، كقضاة، وكسجل لشيء أكبر من أنفسنا، وهو الإخلاص للعدالة”.
وأكد خان أن المحكمة “لن تتأثر بالأنواع المختلفة من التهديدات”، التي وصفها بأن “بعضها عام والبعض الآخر ربما لا يكون كذلك”.
وقال مدعى عام الجنائية الدولية إن “القانون المطبق في إسرائيل للأسف لا يبدو أنه يطبق بقوة أو إخلاص في الأراضي المحتلة أو في غزة، ولهذا السبب علينا أن نمضي قدمًا، وبطبيعة الحال إذا لم توافق تل أبيب على ذلك فإنهم أحرار أيًا كان اعتراضهم على الحكم القضائي لرفع طعن أمام قضاة المحكمة وهذا ما أنصحهم بفعله”.