بعد أكثر من أربع سنوات من الاشتباكات العنيفة التي أسفرت عن مقتل جنود من الجانبين، توصلت الصين والهند إلى اتفاق بشأن السيطرة على منطقة الحدود المتنازع عليها، والمعروفة باسم خط السيطرة في جبال الهيمالايا.

كانت اندلعت اشتباكات بين العملاقين الآسيويين عام 2020، وعلى الرغم من أن قوات حرس الحدود بين الجانبين شهدت مناوشات ومعارك في الماضي في المنطقة المتنازع عليها، إلا أن النزاع الأخير كان الأكبر بين قوات البلدين منذ عدة عقود مضت، ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل.

تقسيم استعماري
وتقع منطقة لاداخ، حيث وقعت الاشتباكات، في منطقة كشمير وهي المنطقة المتنازع عليها منذ تقسيم الإمبراطورية البريطانية الهندية عام 1947، وأصبحت ثلاث دول مسلحة نوويًا تحكم أجزاء مختلفة من المنطقة بحسب شبكة “إي بي سي” أستراليا.

ورغم أنه لم يتم التفاوض رسميًا على أي حدود على طول امتداد جبال الهيمالايا الذي يفصل بين البلدين، فإن الهدنة التي تم توقيعها عام 1962، أسست خطًا غير محدد المعالم يبلغ طوله 3.380 كيلومترًا ويعرف باسم خط السيطرة الفعلية.

نقاط التماس بين قوات الجانبين في الحدود المتنازع عليها
جولات عديدة
وعلى مدار العقود الماضية فشلت جولات عديدة من المحادثات في حل النزاعات الحدودية، وأدى انعدام الثقة في بعض الأحيان إلى اشتعال الصراعات، إلا أن الاتفاق الجديد يعد بمثابة نجاح كبير في ذلك الخلاف الممتد.

ويشمل الاتفاق، بحسب تصريحات وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، التوصل إلى صيغة بشأن ترتيبات الدوريات على طول خط السيطرة الفعلية، مشيرًا إلى أنه تم العودة إلى وضع ما قبل 2020 بعد أن تم فك الارتباط بين البلدين هناك.

دوريات الحدود
وبفضل ذلك الاتفاق الجديد، ستقوم البلدان بتسيير دوريات في النقاط المتنازع عليها على الحدود وفق جدول زمني متفق عليه، حيث سيقوم الجانبين بدوريات في منطقة لاداخ، موقع الاشتباكات المميتة في عام 2020، لضمان عدم وقوع أي انتهاكات.

كما سيتم سحب القوات الخاصة بالبلدين قليلًا إلى الوراء من مواقعها الحالية لتجنب أي مواجهات مستقبلية، وبحسب الخبراء يعد الاتفاق خطوة استراتيجية وليس مفاوضات جادة ناجحة، أو حتى خطوة نحو التوصل إلى حل دائم بشأن مسائل منطقة السيطرة الفعلية.

ويرجع ذلك إلى أن الصين والهند لا يمتلكان فهم مشترك حول خط السيطرة الفعلية المتصور، مشيرين إلى أن عدم وجود أرضية مشتركة بين الطرفين ينبع من الفترة الاستعمارية حيث تم رسم حدود الدول دون موافقة كبيرة من البلدين.