تُعبر OpenAI عن قلقها المتزايد بشأن إمكانية أن يُطور المستخدمون علاقات حميمة وعاطفية مع ChatGPT، خاصة مع التحديثات الأخيرة التي تجعل التفاعلات معه تبدو أكثر إنسانية. تم إطلاق ميزة “الوضع الصوتي المتقدم”، التي تتيح محادثات طبيعية تتسم بالتفاعل العاطفي والإشارات غير اللفظية، مما يزيد من احتمال تطور مشاعر قوية لدى المستخدمين تجاه الذكاء الاصطناعي.

تُعتبر القدرة البشرية على إنشاء الروابط الاجتماعية والعلاقات الحميمية جزءًا أساسيًا من طبيعتنا. فالإنسانية لديها ميل قوي لبناء الألفة من خلال التواصل، سواء عبر الكلمات أو عبر التجارب المشتركة. وقد أظهرت الدراسات أن المحادثات التي تتضمن تبادل المعلومات الشخصية والتجارب العاطفية تساهم في تعزيز الشعور بالتقارب بين الأفراد. لذا، فإن المحادثات مع ChatGPT، التي يمكن أن تشمل تبادل المشاعر والأفكار العميقة، قد تؤدي إلى شعور المستخدمين بأنهم في علاقة حميمة مع هذا النموذج.

تجدر الإشارة إلى أن حتى الروبوتات الصوتية الأقل تطورًا، مثل سيري وأليكسا، قد جذبت عددًا كبيرًا من المستخدمين الذين يتطلعون إلى إقامة علاقات عاطفية، حيث قدّم البعض عروض زواج لهذه الأجهزة. هذا يشير إلى أن البشر قادرون على تطوير مشاعر عميقة تجاه الكائنات غير البشرية، ويبدو أن هذه الظاهرة تزداد وضوحًا مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، فإن هناك مخاطر جدية تتعلق بتطوير علاقات حميمة مع ChatGPT. فعلى الرغم من أن التواصل مع هذه الأنظمة قد يمنح المستخدمين شعورًا بالراحة والدعم، إلا أن ذلك قد يأتي على حساب التفاعلات الإنسانية الحقيقية. الأفراد الذين يقضون وقتًا طويلاً في التفاعل مع هذه الروبوتات قد يجدون أنفسهم أقل انخراطًا مع الأصدقاء والعائلة، مما قد يؤدي إلى العزلة والشعور بالوحدة.

بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر هذه العلاقات الافتراضية على الطريقة التي يتوقع بها الأشخاص من شركائهم وأصدقائهم. فعندما يبدأ الأفراد في توقع السلوكيات المطيعة والرعاية من أحبائهم كما هو الحال مع الذكاء الاصطناعي، فإن ذلك قد يؤدي إلى خيبة أمل وعدم رضا في العلاقات الحقيقية.

تُشير OpenAI إلى أن الوقت الذي يُقضى في التفاعل مع الروبوتات هو وقت يُفقد في بناء وتعزيز العلاقات الإنسانية. في عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، يصبح من الضروري تحقيق توازن بين التفاعلات الرقمية والتفاعلات الحقيقية.

تُعتبر هذه الظاهرة فرصة لفهم التأثيرات الثقافية للنماذج الذكية على العلاقات الاجتماعية. بينما يمكن أن تقدم هذه التكنولوجيا فوائد واضحة، يجب أن نكون واعين للمخاطر المحتملة وأن نفكر في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز العلاقات الإنسانية بدلاً من إعاقة نموها.