في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية منذ أكثر من عامين، تتصاعد محاولات الشباب الأوكراني للتهرب من الخدمة العسكرية الإلزامية، حتى لو كان ذلك على حساب حياتهم.
وفي هذا السياق، كشف جندي من كتيبة “آزوف” الأوكرانية عن حالات التهرب من التجنيد، خلال حديث مع شبكة “تي إس إن” الأوكرانية، إذ قال الجندي الملقب بـ”نيكو”: “لا أحد على استعداد للانضمام إلى القوات المسلحة الأوكرانية في الوقت الراهن”، مؤكدًا أنه يواصل القتال رغم إصابته وفقدان إحدى ساقيه لأنه لا يوجد من يحل محله.
وتعليقًا على تقارير أخيرة حول مقتل عشرات الرجال في أثناء محاولتهم الفرار من أوكرانيا والهروب من التجنيد، أشار الجندي إلى لجوء الشباب الأوكراني لأساليب عديدة للتهرب من التجنيد، بما في ذلك “عبور نهر تيسا سباحة والغرق فيه”.
وفي مارس الماضي، أبلغت خدمة حرس الحدود الأوكرانية عن حالة الوفاة الـ22 غرقًا في نهر تيسا، منذ بدء الحرب، فبراير 2022.
ومع ذلك، أبدى مقاتل آزوف القليل من التعاطف مع أولئك الذين غرقوا، قائلًا إنه كان ينبغي عليهم القتال والموت مثل “المحاربين الحقيقيين” بدلًا من ذلك.
وأضاف: “اذهب ومت كرجل حقيقي.. بدلًا من الغرق مثل الجرذ”.
تزايد محاولات التهرب
تواجه كييف تحديًا متزايدًا في مواجهة ظاهرة التهرب من التجنيد، إذ يحاول الآلاف الفرار من البلاد بطرق غير شرعية، ووفقًا لتقديرات شبكة “بي بي سي” البريطانية، فقد هرب نحو 20 ألف شخص عبر الحدود حتى أغسطس 2023.
ردت السلطات الأوكرانية بتشديد العقوبات، بما في ذلك فرض غرامات وتفويض الشرطة باعتقال المتهربين من التجنيد وإحالتهم إلى مكاتب التجنيد.
وفي وقت سابق، انتقد قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال ألكسندر بافليوك، أولئك الذين يظهرون تعاطفهم مع المتهربين من الخدمة العسكرية.
وزعم الجنرال في أواخر مارس، أن تعبيرات التعاطف الجماهيرية هذه تقوض جهود التجنيد وتصب في مصلحة روسيا.
وفي مطلع أبريل الجاري، وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على مشروع قانون التعبئة الجديد ليصبح قانونًا في الوقت الذي أدخلت عليه قواعد قاسية، بما في ذلك غرامات التهرب من التجنيد، ويمكن للشرطة أيضًا تسليم المتهربين من الخدمة العسكرية قسرًا إلى مكتب التجنيد في حال فشلهم في الحضور بعد تلقي إشعار التجنيد.
تشديد التجنيد
تأتي هذه الإجراءات في ظل الخسائر الفادحة التي تكبدتها أوكرانيا خلال الحرب، وفي أبريل، قال سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي، إن كييف خسرت نحو 500 ألف جندي منذ بدء الحرب.
في المقابل، ادعى زيلينسكي، فبراير، أن عدد القتلى لا يتجاوز 31 ألف جندي، في حين أنه وفقًا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فقد “قلل الرئيس من أهمية الأرقام الحقيقية إلى حد كبير لتجنب تعطيل حملة التعبئة المتعثرة”.