الدكتور علي جمعة، المفتي السابق لجمهورية مصر العربية وعضو هيئة كبار العلماء، يُعتبر أحد أبرز الشخصيات الدينية في العالم الإسلامي. معروف بفكره المعتدل وجهوده المستمرة في نشر القيم الإسلامية السمحة، أرسل مؤخرًا رسالة واضحة وصريحة إلى الحكومة المصرية بشأن وضع المساجد والجوامع في البلاد.
في رسالته، شدد الدكتور علي جمعة على الأهمية القصوى للمساجد في المجتمع المصري، مشيرًا إلى دورها التاريخي والحالي كمراكز للعبادة والتعليم والتواصل الاجتماعي. وأوضح أن المساجد لم تكن مجرد أماكن للصلاة، بل كانت على مدار العصور مراكز إشعاع ثقافي وعلمي، ومرجعيات للمجتمع في مختلف نواحي الحياة.
تناول الدكتور علي جمعة في رسالته عدة نقاط محورية، من بينها:
1. **الصيانة والترميم**: أكد على ضرورة الاهتمام بصيانة وترميم المساجد التاريخية التي تعكس التراث الإسلامي العظيم. وذكر أن العديد من هذه المساجد تحتاج إلى عمليات ترميم دقيقة تحافظ على معالمها الأصلية، مع تزويدها بالبنية التحتية الحديثة التي تلبي احتياجات روادها.
2. **الإدارة والتنظيم**: دعا إلى وضع خطط شاملة لإدارة المساجد، بحيث يتم توظيف كوادر مؤهلة قادرة على تقديم خدمات دينية وثقافية متكاملة. وأشار إلى أهمية تدريب الأئمة والخطباء على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتوصيل رسالتهم بفعالية أكبر.
3. **النشاطات المجتمعية**: حث الحكومة على تشجيع المساجد على تنظيم أنشطة اجتماعية وثقافية تستهدف مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك الشباب والنساء والأطفال. وأوضح أن المساجد يجب أن تكون مراكز حيوية تقدم الدعم النفسي والاجتماعي والتعليمي للمجتمع.
4. **التعليم والتوعية**: أشار الدكتور علي جمعة إلى أهمية دور المساجد في نشر الوعي الديني الصحيح، خاصة في مواجهة الأفكار المتطرفة. وأكد أن تعليم الناس القيم الإسلامية الوسطية هو من أولويات الأئمة والخطباء، داعيًا إلى تطوير مناهج تعليمية وبرامج توعوية تستهدف تعزيز قيم التسامح والمحبة والعيش المشترك.
5. **التمويل والدعم**: نوه إلى ضرورة توفير الدعم المالي المستدام للمساجد من قبل الدولة والمجتمع، لضمان استمرارية خدماتها وتطويرها. ولفت إلى أهمية وجود آليات شفافة لإدارة التبرعات والتمويل، بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة بكفاءة وفعالية.
ختم الدكتور علي جمعة رسالته بتأكيده على أن المساجد هي قلاع الإيمان وروح المجتمع، وأن الاهتمام بها هو واجب ديني ووطني. ودعا الحكومة المصرية إلى اتخاذ خطوات جادة وفورية لتحقيق هذه الأهداف، مؤكدًا أن العمل المشترك بين الدولة والمجتمع هو السبيل الأمثل للحفاظ على هذا التراث العظيم والنهوض به لخدمة الأجيال القادمة.
بقلم /رضوي شريف ✏️✏️📚