العنف ضد الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصه
o الأطفال الذين يعانون من إعاقات حركية أو حسية أو نفسية أو عقلية، هم من أكثر الأطفال المهمشين في العالم،وتلتصق بهم وصمة اجتماعية تنعكس سلبا على كافة مناحي حياتهم، وعلى الرغم من أن كل الأطفال معرضين لأشكال العنف المختلفة إلا أن الأطفال ذوي الهمم معرضين لعوامل خطورة مضاعفة بسبب هذه الوصمة، بسبب الثقافة الإجتماعية السلبية المتعلقة بهم، وكذلك تفشي الجهل بالتعامل معهم.
o الأطفال أصحاب الهمم يتعرضون لعنف مضاعف بمجتمع غير مؤهل لرعايتهم
o لا يوجد أي مبرر لاستخدام العنف مع الأطفال بشكل عام فهو لا يمثل حلاً لأي مشكلة مهما كانت، والأسرة هي بنية الأبناء الأولى عندما تقوم بدورها في رعايتهم وتخرجهم للمجتمع أشخاص صالحين لاستكمال حياتهم بشكل صحي وسليم بالمجتمع.
o وتزداد أهمية الأسرة خاصةً للأطفال أصحاب الهمم، حيث أنهم معرضون بشكل أكبر لأشكال مختلفة من العنف لعدم الوعي من قبل المجتمع والأسرة، وعدم دمجهم بشكل كامل في المجتمع.
من تقارير طبيب نفسي
o مهند يبلغ من العمر (14عاماً ) يعاني من التوحد، تتركه والدته في الشارع كعقاب له على شجاره الدائم معها بدلاًمن أن تتعرف علي أسباب ذلك وكيفية إصلاحه أو التفاهم معه.
o تقول إحدى جارته المقربين أن مهند يعاني من التوحد وتأخر في النطق منذ صغره وعندما يبدأ بالصراخ تقوم والدته بطرده من المنزل وتمنعه من الدخول حتى أنه عندما يريد شرب الماء أو الأكل تضعه أمام باب المنزل في الخارج ليأكل ويعود إلى الشارع ولا يعود إلا بعودة أبيه من العمل.
o وأشارت إلى أن مهند يجب أن تكون المعاملة معه لينة، حيث تسببت معاملة والدته القاسية له بمشكلات وضغوط نفسية وعندما يتحدث مع أي شخص في الشارع يقول أنه يكره والدته ودائماً يتردد على لسانه اسمها وبعدها يبدأ بشتمها ويصرح لها “بكرهك “.
o ولا يختلف حال مهند عن الطفل محمود من الاحتياجات الخاصة العقلية حيث تقوم والدته بربطه على كرسي كي لايتحرك فهي تعتبره كثير الحركة لا يعرف الجلوس في مكان واحد ولا يميز الأشياء عن بعضها وتخاف عليه من إيذاء نفسه.
o وكذلك الحال للطفلة ريهام ابنة (13)عاماً وهي من أصحاب الهمم الحركية التي تمنعها من المشي، تقول ريهام”مشكلتي الحركية منعتني من
إكمال تعليمي في البداية حيث كان أحد أفراد أسرتي يقوم يتوصيلي إلى المدرسة ولكن يبدو أنهم قد ملوا من ذهابي إلى المدرسة فبدأت العائلة تطلب مني أن أغيب عن المدرسة إلى أن تم رفضي من المدرسة بسبب إهمال الأهل”.
o وبينت ريهام في حديثها أن المعلمة قالت لوالدها بأنها بطيئة في الكتابة ولا تستطيع اللحاق مع زملائها بالكتابة وبحاجة إلى مكان أخر مناسب لها في وقتها، فردت والدتها أن جلوسها في المنزل أسهل وأوفر لعدم مقدرتهم على مرافقتها كل يوم إلى المدرسة.
o وأكملت ريهام: “والدي وعدني بأن يضعني في مدرسة مناسبة ولكن مرت سنة تلو الأخرى والعمر يمر ولم يقم والدي في تسجيلي لأكمل تعليمي وعندما سألته قال لي ” انت مش هتنفعي تعملي اي شئ، فلماذا تكملي دراستك؟”
وبحسب الأخصائية الاجتماعية والنفسية، أن الأطفال ذوي الهمم هم الحلقة الأضعف في المجتمع و الأكثر حساسية فيما يتعرض له من عنف وسوء معاملة يرقى في بعض الحالات إلى مستوى التعذيب مبينة أنه خلال الأعوام الماضية ترصد حالات عدة من العنف الشديد ضد أشخاص من ذوي الإعاقات المختلفة.
o وأضافت يوجد مؤسسات خاصة تتابع الحالات التي تتعرض للعنف والإساءة ضد أصحاب الهمم، للحالات التي يتم الإبلاغ عنها لكنها أقل بكثير من الحالات التي تحصل على أرض الواقع ولا أحد يعلم بها.
o وبينت أنه في الغالب يتمّ تشخيص حالات العنف الجسدي من خلال كدمات في الجسم أو كثرة التأتأة أو التبول اللاإرادي وغالبا من بعض الحركات والتصرفات الغريبة التي يقوم بها الطفل.
o وأكدت أنه لا يوجد أي مبرر للأهل لإيذاء الطفل جسدياً، أو اهماله عاطفياً فهذا الطفل يمكنه فهم ما تقوله في بعض الأحيان أو التركيز على ما تتحدثه لذلك على المجتمعات أن تشتغل على نفسها من اجل الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وارضائه
فنحن عندما نتعامل مع المشكلات نتعامل على أكثر من مستوى:
المستوى الأول : مع الطفل المعاق الذي تعرض للإساءة من أسرته
المستوي الثاني : من المؤسسة التي يحصل على الخدمات منها
المستوي الثالث : المجتمع المحلي المحيط
المستوي الرابع : المجتمع العالمي
بالنسبة لدور الإخصائي الاجتماعي أو النفساني مع الطفل ذوي الاحتياجات الخاصه الذي تعرض للعنف، يجب دراسة مشكلات الطفل خاصة الاجتماعية والنفسية، تخفيف مشاعر الطفل وتخفيف ضغوط الحياة ومساعدته على تقبُّل الحياة ومساعدته في إشباع حاجاته الاجتماعية والنفسية ومواجهة مشكلاته.
وبالنسبة لدور الإخصائي الاجتماعي والنفساني مع أسرة الطفل (تهيئة المناخ المناسب والمدعم والمشجع لتخطي الطفل إعاقته على جميع الجوانب، إشراك الأسرة في جميع مراحل عملية المساعدة للطفل، توعية الأسرة بأساليب التعامل السليم مع الطفل، توضيح دور الأسرة في تعديل سلوكيات الطفل وتعديل الاتجاهات والسلوكيات السلبية، والتأكيد على دور الأسرة في مواجهة مشكلات الطفل وفي متابعة الخطط التأهيلية ونجاحها، وتزويد الأسرة بالمعلومات الدقيقة حول كيفية رعاية طفلها والخدمات المتاحة في المجتمع المحلي).
بالنسبة لدور الإخصائي الاجتماعي والنفساني مع جماعات الأطفال: (إتاحة الفرصة للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصه لممارسة هواياتهم من خلال الجماعات الصغيرة، استخدام أسلوب الترويح واللعب الجماعي كأسلوب علاجي، إتاحة الفرصة لممارسة الألعاب العنيفة مثل الكاراتيه لبعض الأطفال كأسلوب علاجي لتقليل الكبت والإحباط والمشاعر العدوانية والطاقات الزائدة، مساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصه من خلال العضوية في الجماعات على أن تكون الصداقات والمناقشة باستخدام الأساليب الجماعية في توضيح المشكلات التي يعاني منها الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذي نتعرضوا للعنف، إتاحة الفرصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصه لممارسة البرامج الثقافية والفنية والرياضية)
دور الإخصائي الاجتماعي والنفساني مع مؤسسات الرعاية التي بها الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة (المشاركة في إدارة هذه المؤسسات، المساهمة في وضع سياسة هذه المؤسسة أو الجمعية، مساعدة مجلس إدارة المؤسسة أو الجمعية،المساهمة في توطيد العلاقات بين العاملين في المؤسسة والجمعية بينهم وبين الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، التعاون مع فريق العمل بالمؤسسة أو الجمعية بالشكل الذي يساهم في نجاح الفريق وأداء المطلوب منه، المساعدة والمساهمة في تطوير الخدمات التي تقدمها المؤسسة أو الجمعية التي يعمل بها، إجراء البحوث والدراسات العلمية وخاصة النفسية،المشاركة في وضع الخطط والبرامج المعنية بتأهيل الأطفال ذو الإعاقة الذين تعرضوا للعنف، المشاركة في التقييم والمتابعة لهذه الخطط، إشراك الأطفال وأسرهم في جميع المراحل، العمل على اكتشاف المتطوعين وتدريبهم والاستفادة منهم في خدمة الأطفال ذو الإعاقة).
دور الإخصائي الاجتماعي والنفساني مع المجتمع ككل: (المشاركة في تحديد احتياجات الأطفال ذو الإعاقة وأسرهم وخاصة النفسية، المشاركة في تنسيق جهود المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية العاملة في هذا المجال، المشاركة في تنسيق جهود هذه الجمعيات والمؤسسات بصفة عامة لصالح الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، المساهمة في تنظيم المؤتمرات والمعارض التي تناقش احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة الذين تعرضوا للعنف، العمل على نشر الوعي بين المواطنين بكيفية التعامل المناسب مع الأطفال ذوي الإعاقة وطرق الوقاية منها، إعداد كتيبات ونشرات توزع على المدارس في المجتمع كدليل لتوعية التلاميذ كي يتجنبوا العنف الذي قد يُمارس ضدهم، تنوير الرأي العام عبر كافة وسائل الاتصال الجماهيري بمشكلات الأطفال ذوي الإعاقة وخاصة مشكلة الإعاقة ومشكلة العنف بهدف تعديل الاتجاهات الخاطئة لدى الجماهير تجاه الإعاقة وتجاه الطفل المعاق، المشاركة في إجراء البحوث والدراسات الاجتماعية والنفسية في هذه الموضوعات، ممارسة العمل الاجتماعي في مواقف القوى والصراع من أجل الدفاع عن حقوق الأطفال ذوي الإعاقة كإحدى الجماعات المظلومة أو المهضور حقوقها في المجتمع في كثير من الأحيان).
طبعًا مشكلة الإعاقة والعنف مشكلة متعددة الأبعاد ومتداخلة في جوانبها، فيها جانب طبي ونفسي واجتماعي وإعلامي وتحتاج تعاون كل المجالات في حل مشكلات الأطفال ذوي الإعاقة.
وكذلك ضرورة إنشاء آليات آمنة سهلة المنال يُعلن عنها بطريقة جيدة وتتمتع بالسرية يقوم من خلالها الأطفال ووالداهم والمعنيون بحماية الأطفال بالإبلاغ عن حالات العنف ضد الأطفال، ومن هذه الآليات المقترحة خطوط الدعم الساخن التي يمكن من خلالها الإبلاغ عن حالات العنف ضد الأطفال المعاقين، وإجراء المزيد من البحوث والدراسات العلمية في ذلك والاستفادة من مردود هذه الدراسات لوضع السياسات والبرامج المناسبة في موضوع الوقاية ومشكلة العلاج من العنف. وإعداد أدلة استرشادية وتدريبية في هذا الموضوع.
للكاتبه :مي محمد