أبرزت شبكة سكاي نيوز الإخبارية تصريحات مسؤولي وكالة المخابرات التركية، اليوم الثلاثاء، حول اعتقال مواطن من كوسوفو في مدينة إسطنبول بتهمة إدارة الشبكة المالية لجهاز المخابرات الإسرائيلي، الموساد، على الأراضي التركية، وقد ألقت السلطات التركية القبض على المدعو “ليريدون ركسيبي” في إسطنبول منذ 30 أغسطس للاشتباه في تحويله أموالا إلى عملاء للموساد في تركيا.

ووفقًا لوكالة أنباء الأناضول الرسمية، كان المشتبه به قد دخل إلى تركيا في 25 أغسطس، وألقى القبض عليه يوم الجمعة الماضي، واعتقل رسميا الثلاثاء وأضافت أن المشتبه به اعترف أثناء الاستجواب بتحويل أموال.

واعتقلت السلطات التركية عشرات الأشخاص، بينهم وكلاء قانونيون، منذ يناير بتهمة جمع بيانات عن أشخاص، معظمهم فلسطينيون يقيمون في تركيا، لصالح الموساد.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أشد المنتقدين للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بدء الحرب، وأشاد بحركة حماس ووصفها بأنها حركة تحرير.

وأوقفت تركيا جميع العلاقات التجارية مع إسرائيل في مايو، وتقدمت بطلب للانضمام الى قضية إبادة جماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل دولية.

قررت السلطات القضائية التركية حبس ليريدون ركسيبي، الذي يُشتبه بتورطه في أنشطة تجسسية لمصلحة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، وذلك بعد توقيفه في 30 أغسطس، في حين أُفرج عن مشتبه به آخر بشروط المراقبة القضائية ومنعه من مغادرة تركيا ووفقا لما نقلته وسائل الإعلام التركية، كشفت التحقيقات التي أجراها جهاز الاستخبارات الوطنية التركي أن ركسيبي “كان يدير شبكة تحويل الأموال التابعة للموساد في تركيا”.

كما كان يحوّل الأموال إلى عملاء ميدانيين بناء على تعليمات من الموساد، فقد كانوا يقومون بعمليات تصوير جوي باستخدام طائرات من دون طيار، وشن حملات نفسية على السياسيين الفلسطينيين الموجودين في تركيا، فضلا عن جمع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بساحة المعارك في سوريا.

اعترافات ركسيبي

وأوضحت التحقيقات أن جهاز الاستخبارات التركي تتبّع من كثب التحركات المالية في حسابات ركسيبي، التي شملت تحويلات مالية متعددة إلى عناصر ميدانية في تركيا عبر خدمة “ويسترن يونيون”، وكانت جميع تحركاته، ومنها الأنشطة المشبوهة في حساباته المصرفية، تحت مراقبة دقيقة من قِبل الجهاز.

وذكرت مصادر أمنية تركية أن السلطات تابعت كافة خطوات ركسيبي منذ دخوله إلى تركيا وقامت بتسجيل كافة تحركاته، وتم التنسيق بين “إدارة مكافحة الإرهاب” في شرطة إسطنبول وجهاز الاستخبارات التركي لاعتقاله، وبعد توقيف الشرطة له، اعترف خلال التحقيق بتنفيذه تحويلات مالية لمصلحة الموساد، ليودع بعد ذلك السجن بقرار قضائي.

وفي سياق التحقيقات التي تشرف عليها النيابة العامة في إسطنبول، تبيّن أن المتهم عقد اجتماعات مع مسؤولي الموساد، إذ تلقى توجيهات لتنفيذ عمليات جمع معلومات وتصوير منازل مستهدفة في تركيا، وبدأت السلطات التركية عملية واسعة النطاق لتعقب بقية المشتبه بهم المرتبطين بهذه الشبكة واعتقالهم.

وكشفت التحقيقات أن الموساد كان يعتمد اعتمادا كبيرا على تحويل الأموال من كوسوفو ودول أخرى في شرق أوروبا لدعم عناصره الميدانيين في تركيا، الذين استخدموها في تمويل أنشطتهم الاستخباراتية داخل سوريا كما كشفت أن هذه العناصر كانت تحوّل الأموال من تركيا إلى سوريا باستخدام خدمة “ويسترن يونيون”، وأحيانا عبر العملات الرقمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *