شهدت الفترة الماضية عدة أزمات في ملف الأدوية منها النقص الحاد لبعض علاجات بعض الأمراض المزمنة مثل السرطانات والضغط والسكري وأمراض الكلى، فضلًا عن انتشار هذه الأدوية بشكل ملحوظ في السوق السوداء وبيعها بأسعار تفوق السعر الحقيقي بعشرات الأضعاف من مافيا الأدوية بغرض التربح غير المشروع.

بيع الأدوية في السوق السوداء

وقال عضو مجلس النواب الدكتور إيهاب رمزي، إن أدوية السرطان والحقن المجهري والهرمون، أسعارها تضاعفت وأصبحت تباع فى الأسواق الموازية بعيداً عن الصيدليات، مطالبًا من الحكومة بالإسراع في مواجهة السوق السوداء للأدوية.

وتقدم “رمزي” بسؤال برلماني موجه إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، حول إجراءات انتشار السوق الموازي للأدوية، قائلًا: لماذا تقف الحكومة صامتة أمام بيع دواء يستخدم كمضاد لمرض السرطان بسعر يصل إلى 5 آلاف جنيه بالسوق الموازية، في حين أن سعره الحقيقي هو 417 جنيها في السوق الرسمية؟.
دور الأجهزة الرقابية
وتساءل عضو مجلس النواب، أين دور الأجهزة الرقابية بوزارة الصحة والسكان لمواجهة السوق السوداء فى الأدوية؟ ولماذا يتم ترك المريض المصري لمافيا السوق السوداء فى تجارة الأدوية؟ مؤكدًا أن مريض الأورام يعانى بشدة من نقص حاد في الحصول على الأدوية لعلاجه من داخل الصيدليات المحلية وهو ما يجعله مضطر للبحث عنه في السوق الموازية بسعر يزيد 1000% عن سعره الرسمي.

وطالب الدكتور إيهاب رمزى قطاع الإعلام بوزارة الصحة والسكان بالقيام بدوره الحقيقى بتوعية المواطنين حتى لا يقعوا فريسة للسوق السوداء، مشيرا إلى أن هناك أدوية الأورام، والحقن المجهري، وهرومونات النمو مازالت غير متوفرة بالشكل المطلوب ويستغلها بعض التجار لبيعها بسعر غير رسمي.

وأشار رمزي، إلى أنه على سبيل المثال فإن دواء “جونيابيور” للحقن المجهري يباع بـ2000 جنيه فى السوق السوداء بدلا من 395 جنيها، لافتًا إلى أن مافيا تجارة الأدوية تتربح مليارات الجنيهات ولا تراعي أنين المرضى من الفقراء والبسطاء.

بيع الأدوية بأضعاف سعرها
وقال مدير جمعية الحق في الدواء، محمود فؤاد، أن هذه التجارة “المحرمة”، يتم الترويج لها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، من القيام ببيع الأدوية غير المتوفرة في الصيدليات بأسعار تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أضعاف السعر الرسمي.

مدير جمعية الحق في الدواء- محمود فؤاد

وأكد فؤاد في تصريح خاص لـ”تليجراف مصر”، أن هناك ضعف في الرقابة من قبل المفتشين علي الصيدليات أو نقص في العدد، الذي جعل الأمر يتفاقم، لافتا إلى أن وجود تجار للسوق السوداء يؤثر علي توافر الدواء بالصيدليات العامة ويؤثر على صحة المرضي.

وطالب مدير جمعية الحق في الدواء، هيئة الدواء بالتشديد على شركات التصنيع والتوزيع ومراجعة خطوط الإنتاج حتى لا يتم تهريب الدواء إلى هؤلاء التجار.

توفير نواقص الأدوية
من جانبه قال مساعد رئيس هيئة الدواء، الدكتور ياسين رجائي، إن جهود الهيئة في توفير الدواء ستقضي على انتشار أماكن بيع الأدوية غير المرخصة، مؤكدًا أنه بنهاية شهر أكتوبر الجاري سيتم توفير كافة النواقص من الأدوية.

وأكد مساعد رئيس هيئة الدواء، في تصريحات ، أن الحملات الرقابية والتفتيشية التي تقوم بها الهيئة، تقف بالمرصاد لتجار السوق السوداء، وأسفرت مؤخرًا عن ضبط حوالي 28 مكان غير مرخص لبيع الأدوية، تم اتخاذ معها الإجراءات اللازمة.

مساعد رئيس هيئة الدواء- الدكتور ياسين رجائي
وأشار “رجائي” إلى أن الهيئة، أتاحت للصيادلة والمواطنين التواصل معها، للإبلاغ عن المخالفات التي تخص المستحضرات أو المنشآت الصيدلية من خلال الخط الساخن15301 أو موقع الهيئة الرسمي من خلال الضغط على الرابط التالي: https://tinyurl.com/nx2zrbja

نظام التتبع الدوائي
وقال مصدر بهيئة الدواء إن الهيئة تسعى إلى تطبيق نظام التتبع الدوائي”الباركود”، لمراقبة مراحل تصنيع الدواء من لحظة خروجها من المصنع إلى الموزعين والمخازن ثم الصيدليات العامة.