الدولار الامريكي..كيف اصبح بهذه الأهميه ؟
من منا لم يتعامل ولو لمره بالدولار الامريكي ؟تقريبا لا أحد …
فهو اهم عمله يتداول بها الناس منذ عقود ،لكن هل تساءلت يوما لماذا هو بالذات ؟ وكيف حدث هذا ؟
إليكم القصه ….
قبل الحرب العالميه الاولي عام ١٩١٤ كانت معظم دول العالم تتبع نظام معيار الذهب حيث يتم تحديد قيمه العمله بقيمه موازيه من الذهب وهكذا كانت الدول تطبع العملة في شكل نقود مقابل مالديها من ذهب أما العمله الاكثر رواجا وقتها فكانت الجنيه الإسترليني “كون بريطانيا قوه إستعمارية ممتده “علي الكثير من اصقاع العالم وقتها ،لكن مع بوادرالحرب العالميه الاولي في عام ١٩١٤ لم يعد الذهب الموجود كافيًا لتغطيه قيمه النقود الورقية وكانت الدول بحاجه للسيولة لشراء الأسلحة والتجهيز للحرب ولهذا تخلت معظم الدول عن معظم النظام المالي وأصبحت تطبع النقود بغض النظر عما تملكه من الذهب .
استمر الوضع سنوات علي ذلك الشكل ،وفي الاثناء كان اسم القوه الصاعده الجديده هي الولايات المتحدة .
بحلول الحرب العالمية الثانيه كانت إمريكا هي الدوله الرائده في بيع الاسلحة والسلع للحلفاء وكيف كانت تقبض الدفعات من الدول ؟
o نعم ، بالذهب لكن لحظه !!
– كيف دفعت الدول بالذهب بعد تخليها عن نظام الذهب ؟
تخلي دوله معينه عن نظام الذهب لطباعه النقود لايعني انها لاتحتفظ بالدهب كملاذ آمن للتعامل به في وقت الأزمات .
ومع حاجتها المتزايدة للسلاح في حربها ضد ألمانيا النازيه بقيادة ادولف هتلر .
اضطرت بريطانيا للجوء إلي الولايات المتحده للتزود بالسلاح وكانت تدفع بدلًا عن المال الذهب وهكذا سيطرت الولايات المتحده علي ماتبقي من احتياطيات بريطانيا من الذهب وحتي الاستثمارات الخارجية ،وهكذا أيضا اصبحت إمريكا تمتلك الغالبيه العظمي من الذهب في العالم .
– ومع اقتراب انتهاء الحرب العالميه الثانيه عام ١٩٤٤ اجتمع ممثلون من ٤٤ دوله في ” bretton woods” من أجل التوصل الي اتفاق جديد للنظام المالي .
ولأن الولايات المتحده كانت تمتلك معظم الذهب في العالم تقرر في الاجتماع أن ترتبط عملات تلك الدول بالدولار مباشرة لانه ببساطة الأكثر إرتباطا بالذهب والأكثر انعاكسا له بحكم إنه البلد الذي يملك غالبية كمياته .
تعهدت إميركا بتثبيت قيمه الدولار علي الذهب عند ٣٥ دولارا = اوقيه الذهب وبالمقابل قامت دول اخري بتثبيت سعرصرف عملتها أمام الدولار وهكذا أصبح الدولار المحور المركزي للنظام المالي وعمله الاحتياطي العالمية ،لكن في الستينيات حصل ماغير مجري الأمور فقد بدأت أميركا بمواجهة عجوزات ضخمه وبدأ ينفذ احتياطي الذهب .
عام ١٩٧١ أعلن الرئيس ريتشارد نيكسون ما عرف ب “صدمه نيسكون ” حيث تم فك ربط الدولار بالذهب واصبحت تحدد قيمه الدولار من خلال القوي السياسية والاقتصادية لكن !!
– بقي الدولار عمله الاحتياط في العالم .
اليوم اكثر من ٦٠ ٪ من جميع احتياطيات البنوك من العملات الاجنبية مقومه بالدولار الامريكي وحوالي ٤٠٪ من ديون العالم مقومه بالدولار ورغم ان الديون الخارجيه لأميركا تفوق ال٢٤ تريليون دولار ألا ان رنين دولارها يبقي هوالاعلي صوتًا والأكثر بريقا في العالم
مي محمد ✍️✍️✍️