في اكتشاف علمي مذهل، اكتشف العلماء نوعًا جديدًا من الكيانات الميكروبية في جسم الإنسان، أطلقوا عليه اسم “المسلات”. وهي كيانات تشبه الفيروسات، تتكون من قطع دائرية من المادة الوراثية تحتوي على جين واحد أو اثنين وتنظم نفسها في شكل قضيب. ويعيش هذا الشكل من الحياة في أفواه وأمعاء البشر، وقد لوحظ وجودها في نصف سكان العالم.
وتم اكتشاف “المسلات” خلال بحث العلماء عن أنماط جينية غير مطابقة لأي كائنات حية معروفة في المكتبات الجينية. وقد تم اكتشافها عندما حلل الباحثون البيانات المأخوذة من مصادر متعددة في جسم الإنسان، بما في ذلك الفم والأمعاء، حيث يعيش هذا الكائن داخل المضيف لمدة عام تقريبًا، ولكن لم يعرف بعد كيف تنتشر.
ما هي المسلات؟ تحتوي المسلات على جينومات من حلقات الحمض النووي الريبي، التي تشبه الفيرويدات، وهي فيروسات تصيب النباتات. هذه الخصائص جعلت العلماء في حيرة من أمرهم حول سبب وجودها في البكتيريا المرتبطة بالإنسان. المسلات لا تأكل أو تتجدد أو تتزاوج مثل الكائنات الحية الأخرى، فهي تعتمد على المضيف للبقاء على قيد الحياة، مما يجعلها أقرب إلى الفيروسات من الكائنات الحية التقليدية.
ورغم أن العلماء غير متأكدين من مدى تأثير هذه الكيانات على صحة الإنسان، إلا أنهم يعتقدون أنها قد تكون “راكبًا تطوريًا متخفيًا”، ربما لعبت دورًا في تشكيل التنوع البيولوجي على الأرض.
المسلات وصحة الإنسان يقول العلماء إن المسلات قد تكون مفيدة أو ضارة، ويحتاج الأمر إلى مزيد من البحث لفهم تأثيرها على صحة الإنسان. في حالات معينة، مثل التهاب الكبد الوبائي د، يمكن أن تسبب بعض الفيروسات أمراضًا، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المسلات تساهم في حدوث الأمراض.
وقد استخدم فريق البحث بقيادة إيفان زيلوديوف، عالم الكيمياء الحيوية في جامعة ستانفورد، تحليل البيانات الجينية التي تم جمعها من أفواه وأمعاء البشر لاكتشاف المسلات. وقد تم العثور على حوالي 30,000 نوع مختلف من المسلات، وكان يُعتقد سابقًا أن هذه الجينومات لا تحمل أي أهمية، لعدم تطابقها مع تسلسلات فيروسية معروفة.
انتشار المسلات تشير الدراسات الحديثة إلى أن المسلات ليست نادرة كما كان يُعتقد سابقًا، حيث وجد العلماء أن نصف سكان العالم يحملون هذه الكيانات في أفواههم، بينما يوجد 7% منهم يحملون المسلات في أمعائهم. ومع ذلك، لا يزال من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لفهم مدى انتشارها وتأثيرها بشكل كامل.
إذا تبين أن المسلات لها تأثير كبير على صحة الإنسان أو على وظائف الميكروبيوم البشري، فإن اكتشافها قد يكون خطوة مهمة في فهم الكائنات الدقيقة التي تعيش في أجسامنا.