قصة أصحاب السبت مُرعبة ليا والمفروض ليك..؟

 بكل بساطة لأنك لو سرحت في تفاصيل الحكاية لازم ولابد هتكتشف إن الي عملوه واتسبب في الي حصلهم..بالنسبة للي احنا عايشينه احنا عادي وكل يوم بنعمله..

لازم اخدك معايا في رحلة عبر الزمن عشان نفهم مدى عظمة القرآن الكريم في سرد قصصه وإدراك المعاني ما بين السطور..
• مبدئيًا..لازم تعرف إن القصة مُتعلقة ببني اسرائيل مش قوم تاني..

• هي حصلت لجماعة من جماعات بني اسرائيل أثناء فترة اقامتهم في كنعان وده بيعني إنها فترة ما بعد نجاح سيدنا يوشع بن نون في غزو كنعان..

• يعني فترة ما بعد خروجهم من مصر مع سيدنا موسى ووفاته ودخولهم لكنعان مرة تانية..

المُهم قبل ما أدخل بيك في التفاصيل واحكي لك الحدوتة لازم أفهمك الدنيا كانت ماشية إزايّ..؟

بني اسرائيل وقتها كانوا 12 قبيلة وبنقول عليهم الأسباط وكل قبيلة من دول سكنت قرية أو اكترفي كنعان.. أما قصة أصحاب السبت دي حصلت لأي سبت وفي أي زمان وأي مكان..

بُص احنا مش عارفين بس الي نعرفه ان الاحداث كانت في منطقة ساحلية والأهالي كانوا شغالين في الصيد..

والي حصل إن الأمر الإلهي نزل بتحريم الصيد وكافة الأعمال يتم تعليقها يوم السبت..بحيث يتفرغوا في اليوم ده للعبادة وبس..

• عدد سكان القرية دي تعدى المائة ألف نسمة..وفي فترة من الفترات أصابت القرية دي مصاب عظيم ومُمكن نعتبره ابتلاء من الله عز وجل..

• في الفترة دي ومع اعتماد أهل القرية دي على الصيد كحرفة أساسية..حصلت حاجة مش مُتوّقعة، البحر بقى ينضُب طول الأسبوع من السمك ما عدا يوم السبت بس، الأهالي في يوم العبادة كانوا بيلاحظوا إن السمك موجود في البحر.. السمك كان بيكون واضح للعيان في وسط المياة بكل وضوح..ومش قادرين يقربوا منه أو يصطادوه..

يجربوا الأسبوع الي وراه مفيش حاجة برضه، وفضل الحال زيّ ما هو يادوبك طول الأسبوع مش لاقيين يأكلوا الا الي يسد جوعهم..

• سعر السمك في الأسواق زاد جدًا وكان هو الوجبة الرئيسية..بس بعض الصيادين شافوا انهم لو صبروا على الموضوع ده هيُصيبهم الجوع بعد فترة بسيطة.. فقررت مجموعة منهم أنهم يعملوا “حيلة” كده على الأمر الإلهي ده..

• فبدأو ينصبوا الشباك من يوم الجمعة بليل كده في المياة بحيث إن السمك يُقع في الشباك يوم السبت وهما مُتفرغين للعبادة ومش بيقربوا للبحر..

الفكرة هنا وركز معايا كويس عشان تستخلص العبرة..

في أمر إلهي بيحرّم ويجرّم العمل في يوم السبت، فليه مثلاً أنا متحايلش على الأمر الإلهي ده وكأنه قانون بشري وضعي.. فالحيلة دي عملت فتنة بين الناس وانقسموا ل3 فرق..

 فرقة هي الي قررت الفكرة ومعاهم الي وافقوهم عليها وشافوا إن ده ذكاء ومش حرام ومفيش حاجة..
 فرقة تانية وقفت على الحياد الي هو لا رفضت ولا منعت..
 فرقة تالتة رفضت الموضوع ده رفضًا قطعيًا..

ودارت الأمور..

وبعد مُناقشات مُطوّلة واجتماعات ما بين الأهالي واستشارات كتيرة للكهنة من سبط لاوي..

باءت النتيجة بإن الفرقة التالتة دي والي رفضت الموضوع رفضًا بينًا يقرروا أنهم يبنوا بينهم وبين الفرقتين التانيين زيّ جدار عالي كده..جدار يفصل ما بينهم وما بين الفرقتين التانيين بحيث إن التحريم ما يوصلهومش..

• خُد بالك من حاجة..

الفرقة الأولى دي مش بس ممتنعوش عن الطاعة.. لأ وهقولك ليه لأ..؟

لما القرآن وصفهم هنا وصفهم بالمُعتدين..

ليه بقى مُعتدين..؟

لأنهم ببساطة تعدوا، وتعدوا دي بتتقال لما بتتجاوز حدودك، يقولك أنت تجاوزت حدودك يعني اعتديت عليا أو على حاجة تُخصني..

هنا الاعتداء كان على أمر إلهي، لأن الي عمل ده مرفضش الأمر أو قرر ميعملوش والسلام.لأ، ده تحايل عليه وفي التحايُل إهانة، وإنك تُهين أمر إلهي ده يبقى أكبر اعتداء..عشان كده نكمل بقى ونشوف ايه عقوبة المُعتدين..

الي حصل كان مُرعب …

• الأمور مشيت عادي، والأيام مشيت ومفيش جديد حصل، كل يوم سبت تثنصب المصائد والشباك تترمي في البحروالسمك يقع فريسة للفئة المُعتدية دي..

والفرقة التانية بتتفرج على الحال عادي جدًا..

والفرقة التالتة ثابتة على الرغم من ثبات الأيام دون عقاب..لحد ما كان اليوم الموعود..

• في يوم من الأيام صحي أهل الفرقة التالتة الي رفضت العدوان ده وحسّوا بحاجة غريبة أو بالأحرى محسّوش بالمُعتاد..مفيش صوت في الناحية التانية من الجدار..مفيش صوت خالص وكأن أهل الجانب المُضاد من الجدار ده هلكوا مثلاً أو اختفوا ..

هنا بدأ يساوّرهم القلق..

• الجدار الفاصل ده كان فيه زيّ باب بسلالم كده وقف الأهالي عنده يحاولوا يسمعوا الجانب التاني لكن مفيش صوت..مفيش حاجة خالص..الشمس حامية جدًا ومفيش غير صوت البحر، والوضع مُقلِق ومُريب..لحد ما واحد اقترح إن واحد منهم يفتح الباب ويعدي يشوف في ايه بالجانب التاني من القرية..وفعلاً..واحد منهم طلع السلم كده وبراحة فتح الباب عشان يُصعّق من هوّل ما رأى..

 قردة وخنازير بثياب بشر !.

 قرود وخنازير لابسين لبس الأهالي..بالأحرى…المُعتدين تحوّلوا لقردة وخنازير..

مشي وسطهم الصالحين حزانى على مصابهم، ولكن انتهى كل شيء..

القرود والخنازير دي كان جُوّاهم صُراخ يكفي لنهاية العالم ولا يكفي..

تخيّل تعيش وأنتَ ممسوخ مسخ مُشوّه لأنك تعديت على أمر ربنا، تخيّل جُوّاك العذاب الي أنتَ عايشه واصل لفين..؟

فواحد من الصالحين قالهم.. ألم ننهاكم عن ما كُنتم تفعلون..؟

فيهز القردة والخنازير رؤوسهم بأيّ نعم..

ابن عباس بيقول في الجُزئية دي.. “أن الذين مُسخوا قردة من بني اسرائيل مكثوا في الأرض ثلاثة أيام فقط ومن بعدها ماتوا جميعًا، فإن المسخ لا يعيش ولا يكون له ذُرية..

• الناس الي سكتت عن الحق اتمسخوا هما كمان، لأنهم مغيروش النهيّ وبسكوتهم ده كان سند للفئة الضالة فقواهم، والله أعلم..

وعاش بني إسرائيل بعدها في كنعان والقصة دي بترّن في ودنهم..

خُد بالك إن على الرغم من رفض المجتمعات العلمية للقصة دي إلا إنهم مش قادرين يثبتوا عدم حدوثها أو إمكانية عدم حدوثها..

المُهم..

فيه كام قرد حوالينا اتمسخوا فعلاً بس هما مش حاسين..؟

في خيط رفيع ما بين الصح والغلط لما بيختلطوا على بعض بيفقدوا الشخص هويته وبيتحول مسخ مُشوه بلا هوية..
• ايه تعريف كلمة غلطة في قاموسك…؟

في واحد لطيف كده هيقولك أنا عمري ما غلطت وواحد تاني هيقولك أنا بعمل الحاجة الغلط بس بشكل صح..

أشكال الغلط كتيرة أوي حوالينا بس أهم حاجة انك وأنت بتعمل حاجة غلط تبقى مُعترف بينك وبين نفسك إن دي حاجةغلط عشان متضيعش على نفسك فُرص كتير..

زيّ فرصة انك تلف وترجع أو انك تتوب..

 كتير تُجار مثلاً بيلعبوا في الميزان وفاكرينها شطارة أو يتحايلـوا على الزباين بحجـة إن التجارة شطارة..

 أو الزملاء في الشغل الي بيضروا بعض أو يضللوا بعض بحجة لقـمة العيش..

 أو الغش في الامتحانات بحـجج واهية..

لما تعمل الحاجة الغلط خليك فاهم وصريح مع نفسك أنها غلط ومتخلقش حجـة واهية..

لأن في الآخر أهم سعيّ للإنسان هنا على الأرض هو السعيّ نحو الهوية..

وكم منا الآن من أصحاب السبت..؟…………

مي محمد ✍️✍️✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *