معضلة كبيرة تواجه القوات الروسية في مدينة كورسك تتمثل في عدم وجود خط أمامي واضح سواء هجوميًا أو دفاعيًا، يُمكّن القوات من وضع خطط الهجوم ووقف زحف القوات الأوكرانية، إذ تعمل الأخيرة على استخدام تكتيك الاشتباك ثم الانسحاب من المناطق وإعادة الهجوم في مناطق أخرى.
ونفّذت أوكرانيا عملية مفاجئة واسعة النطاق وغير مسبوقة في مدينة كورسك على الحدودية الروسية، وتوغلت حتى عمق 15 كم على الأقل والسيطرة على مواقع عدّة، وبحسب قائد الجيش الأوكراني تهدف العملية إلى زعزعة “استقرار” روسيا و”تشتيت” قواتها المسلّحة، وإلحاق أكبر قدر من الخسائر.
المهام المتداخلة
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات الأوكرانية بالقيام بأفعال غير إنسانية عن طريق ضرب المدنيين عشوائيًا وضرب البنية التحتية المدنية وتهديد منشآت الطاقة النووية، وبحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي، فإن بوتين كلّف وزارة الدفاع الروسية وجهاز الأمن الفيدرالي وحرس الحدود بضمان تغطية موثوقة للحدود الوطنية.
ومن أجل مواجهة المهام المتداخلة وكيفية مكافحة القوات الروسية، وجّه الرئيس الروسي بإنشاء هياكل قيادة وسيطرة مشتركة لتنسيق العمليات، بحيث يقوم جهاز الأمن الفيدرالي بمقاتلة ما وصفهم بمجموعات التخريب الأوكرانية، بينما يقوم حرس الحدود بمهام قتالية خاصة بها، وفي الوقت ذاته يعمل الجيش الروسي على دفع القوات الأوكرانية خارج البلاد.
بوتين مع قيادات الجيش
اشتباك وانسحاب
وأكد القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك أليكسي سميرنوف، أن القوات الروسية تواجه مشكلات غير محددة نظرًا لعدم وجود “خط أمامي واضح في منطقة عمليات كورسك، سواء هجوميًا أو دفاعيًا، مشيرًا إلى أنه من غير الواضح معرفة أماكن الوحدات العسكرية الأوكرانية، حيث تقوم بالاشتباك سريعًا مع القوات الروسية بالقرب من بلدة ثم تنسحب من المنطقة.
ذلك الأمر تسبب في وجود تقارير روسية متضاربة من الميدان حول التقدم الأوكراني في منطقة كورسك، وهو ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحسب وسائل الإعلام الروسية، بتوبيخ المسؤولين الفيدراليين والإقليميين الروس على جهودهم المفترضة لمعالجة الأمور خارج مسؤوليتهم المحددة وعلى فشلهم في معالجة القضايا المدنية.
عملية السلام
وشدّد بوتين على أن هدف أوكرانيا من القيام باقتحام الحدود الدولية لمنع التقدم الروسي في شرق أوكرانيا وزعزعة استقرار الوضع السياسي الداخلي الروسي، بجانب تحسين موقفها التفاوضي في المستقبل حول عملية السلام.
ومنذ يناير الماضي حتى الآن، بحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي استولت القوات الروسية على 1175 كيلومترًا مربعًا إضافيًا من الأراضي الأوكرانية بما في ذلك المناطق التي تم الاستيلاء عليها في مواجهة الدفاعات الأوكرانية المعدة وأثناء الهجوم الروسي على منطقة خاركوف الشمالية.