نجح فريق بحثي في تطوير أنسولين يستجيب من تلقاء نفسه لمستويات السكر المتغيرة في الدم ويعمل على تنظيمها، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث ثورة في علاج ملايين الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول في جميع أنحاء العالم.
ويُعد داء السكري أحد الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن المرض ينتشر بوتيرة أسرع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وتسبب في وفاة مليوني شخص سنويًا.
مستويات متغيرة
ويقوم مرضى داء السكري حاليًا من النوع الأول بإعطاء أنفسهم الأنسولين الصناعي حتى 10 مرات يوميًا للبقاء على قيد الحياة، ووفقًا للجارديان البريطانية فإن التقلب المستمر في مستويات السكر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية جسدية قصيرة وطويلة الأجل، ويؤثر على الصحة العقلية.
ويعمل الباحثون في العديد من الدول على التوصل إلى وضع حل لتلك المشكلة التي يواجهها الملايين حول العالم، حيث نجح العلماء في الولايات المتحدة وأستراليا والصين، في التوصل إلى ما أطلقوا عليه اسم الأنسولين الذكي، الذي يمكن أن يواجه مستويات السكر المتغيرة في الدم لدى المصابين.
“الأنسولين الذكي”
ويظل “الأنسولين الذكي” خاملًا في الجسم ولا ينشط إلا عند الحاجة إليه، بحسب الصحيفة، حيث نجحت التجارب في محاكاة النوع الجديد لاستجابة الجسم الطبيعية لمستويات السكر المتغيرة في الدم، حيث قامت بالاستجابة على الفور في الوقت الحقيقي.
وكان من المفترض أن تعمل الأنسولينات القياسية على تثبيت مستويات السكر في الدم عند دخولها الجسم، ولكن بمجرد قيامها بوظيفتها وفقًا للعلماء، فإنها لا تستطيع عادة المساعدة في التعامل مع التقلبات المستقبلية، مما يدفع المرضى إلى حقن المزيد من الأنسولين مرة أخرى في غضون ساعات قليلة.
مرة واحدة
وبالنسبة للأنسولين الذكي فلا ينشط إلا عندما تكون هناك كمية معينة من السكر في الدم لمنع ارتفاع سكر الدم، وتصبح غير نشطة مرة أخرى عندما تنخفض المستويات إلى ما دون نقطة معينة، ما يجنب نقص سكر الدم، ويرى الخبراء أن المرضى قد يحتاجون إلى الأنسولين مرة واحدة فقط في الأسبوع في المستقبل.
ويأمل العلماء في سرعة إنجاز الاكتشاف الجديد عن طريق التمويل، من خلال شراكة بين مؤسسات بحثية وجمعيات السكري، وقاموا باستثمار 50 مليون جنيه إسترليني في أبحاث متطورة للمساعدة في إيجاد علاجات جديدة لمرض السكري من النوع الأول، ووصفه العلماء بأنه يبشر بعصر جديد في الحرب ضد مرض السكري.