حول تعدد الدول التي تُصفّي حساباتها على أرض السودان، وأهمية الوجود الروسي هناك، كتبت كسينيا لوغينوفا، في “إزفيستيا”:
امتدت الحرب الأهلية في السودان بين السلطات الرسمية وقوات الرد السريع إلى خارج حدود البلاد. وقد اتهمت الخارجية الإماراتية الجيش السوداني بمهاجمة مقر إقامة السفير في الخرطوم، والجيش بدوره ألقى بالمسؤولية على ميليشيا قوات الرد السريع.
وقد أشار المستشرق أندريه أونتيكوف، في التعليق على ذلك لـ “إزفستيا”، إلى أنه على الرغم من المصالحة الواضحة بين دول الخليج، وخاصة السعودية وإيران، إلا أن نقاط التوتر بين هذه الدول تمتد إلى مناطق أخرى، وبالتحديد إلى السودان.
ومن بضعة أشهر، اتهمت وسائل الإعلام العربية الجماعات المسلحة الروسية غير الرسمية بدعم قوات الرد السريع. وفي الوقت نفسه، أشارت وسائل الإعلام العربية مرارًا إلى وجود عسكريين ومستشارين عسكريين أوكرانيين في صفوف الجيش السوداني.
وأكد أونتيكوف أن المسؤولين الروس يقومون بشكل دوري بزيارة بورتسودان والتفاوض مع القيادة السودانية، وقد انتقلت السفارة الروسية من الخرطوم إلى بورتسودان، حيث تتمركز السلطات السودانية الرسمية، و”إذا كانت موسكو تعمل بشكل وثيق مع الجيش السوداني، فإن هذا غير ممكن من دون تحقيق شرط روسيا المتمثل في طرد العسكريين الأوكرانيين من صفوف الجيش السوداني وإعادتهم إلى وطنهم”.
ووفقا لأونتيكوف، فإن مسألة الحصول على نقطة دعم لوجستي على البحر الأحمر بالنسبة لروسيا ما زالت على جدول الأعمال. وهذا سيسمح لروسيا، من ناحية، بتعزيز وجودها في البحر الأحمر مع إمكانية الوصول إلى المحيط الهندي، ومن ناحية أخرى وجود “نقطة الدعم اللوجستي” يجعل السودان بوابة إلى عمق إفريقيا.