شنّت إسرائيل غارات مساء الإثنين على مناطق في جنوب لبنان بعيدة من الحدود، وذلك إثر إعلان حزب الله استهداف موقع إسرائيلي بعد أيام على دخول هدنة هشة حيّز التنفيذ.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين إنه هاجم عشرات الأهداف لجماعة حزب الله في لبنان، لكنه أضاف أن إسرائيل “لا تزال ملتزمة بتنفيذ شروط اتفاق وقف إطلاق النار”.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية “منطقتي بصليا والبريج عند أطراف بلدة جباع” و”مرتفعات جبل صافي وأطراف اللويزة ومليخ في منطقة إقليم التفاح”، بحسب “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية.
كما أفادت الوكالة بتعرض “المنطقة الواقعة بين حومين الفوقا ودير الزهراني لغارة معادية”، وذلك وسط “تحليق مكثّف للطيران الاستطلاعي في أجواء مناطق الجنوب على علو منخفض”.
من جانبها، قالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أولي مساء اليوم الاثنين إن الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدتي حاريص وطلوسة في جنوب لبنان أدت إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين.
موقع عسكري إسرائيلي
أتى ذلك التطور، بعدما أعلن حزب الله أنه شن هجوماً على موقع عسكري إسرائيلي “رداً على الخروقات الإسرائيلية”.
وقال في بيان إنه “على إثر الخروقات المتكررة التي تبادر إليها” إسرائيل لاتفاق وقف النار، نفذ الحزب مساء اليوم الاثنين “رداً دفاعياً أولياً تحذيرياً” مستهدفاً “موقع رويسات العلم” التابع للجيش الإسرائيلي “في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة”، وفق فرانس برس.
“الرد بقوة”
بدوره، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل سترد “بقوة” بعد أن نفذ حزب الله ضربة على موقع عسكري إسرائيلي.
كما توعد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، حزب الله “برد قاس” على الهجوم. وكتب على منصة “إكس”: “لقد وعدنا بالعمل ضد أي انتهاك لوقف إطلاق النار من قبل حزب الله، وهذا بالضبط ما سنفعله”، مؤكداً أن “إطلاق حزب الله النار نحو موقع للجيش الإسرائيلي سيقابل برد قاس”.
كذلك قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إن حزب الله ارتكب “خطأ فادحاً” بإطلاق النار على موقع عسكري إسرائيلي، مضيفاً أنه يجب على إسرائيل أن ترد بتوجيه “ضربة قوية”، حسب رويترز.
اتفاق وقف النار
وكانت إسرائيل قد قصفت عدة مرات خلال الأيام الماضية بلدات حدودية، لا سيما قرية الخيام. كما حلقت مسيرات في الأجواء اللبنانية مراراً.
يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية أميركا وفرنسا، نص على انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال 60 يوماً من الجنوب اللبناني، على أن يسحب حزب الله عناصره إلى شمال نهر الليطاني (30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل) ويفكك البنى التحتية العسكرية التابعة له جنوباً.
كما أشار إلى ضرورة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، وقد بدأت بالفعل وحداته بتعزيز انتشارها منذ الأربعاء الفائت، بينما تعهد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الجمعة الماضي بالتعاون معه.