في خطوة أثارت جدلاً كبيراً، قررت أم أمريكية من نيويورك إعطاء ابنتها البالغة من العمر 12 عاماً حقن التنحيف من نوع “أوزمبيك”، بعدما لاحظت زيادة وزنها وقلقها من أن تصبح سمينة مثلها عندما كانت في مثل سن ابنتها. تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تزايداً ملحوظاً في استخدام حقن التنحيف بين الأطفال والمراهقين.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “مترو”، فإن الإقبال على استخدام حقن التنحيف قد ارتفع بشكل كبير بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، حيث قفز عدد الحالات من 8700 حالة في عام 2020 إلى 60000 في عام 2023، بعد موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام عقار “ويغوفي” لتخفيض الوزن للأطفال فوق سن الـ12.

فيما يواجه حوالي 20% من الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة، وحوالي 42% من البالغين، مرض السمنة المزمن، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). في ضوء هذه الإحصائيات، أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في بداية عام 2023 بضرورة معالجة السمنة بشكل مكثف، بما في ذلك استخدام الأدوية والجراحة إذا لزم الأمر.

معركة مع السمنة في عائلة واحدة

تبدأ قصة الأم كايت هاندلر، البالغة من العمر 40 عاماً، مع السمنة منذ طفولتها، حيث كانت تعاني من مشاكل مع الطعام، ورغم محاولاتها المستمرة، تمكنت في الآونة الأخيرة من خسارة 33 كيلوغراماً باستخدام حقن التنحيف. حينما لاحظت أن ابنتها بيردي، التي كانت تبلغ 8 سنوات، بدأت تواجه نفس المشكلات، قررت مساعدتها على فقدان الوزن. وعملت على مراقبة طعامها، تشجيعها على ممارسة الرياضة، وإرسالها إلى مركز للعلاج النفسي.

ولكن مع استمرار زيادة وزن ابنتها، قررت كايت استشارة طبيب الأطفال الذي رفض وصف حقن التنحيف نظراً لخطورة الآثار الجانبية. وبالرغم من تحذير الطبيب، قررت الأم الاستعانة بعيادة متخصصة في علاج السمنة عن بُعد، حيث وصف لها طبيب العيادة عقار “سيماغلوتيد”، العنصر الفعال في حقن “أوزمبيك” و”ويغوفي”.

نتائج إيجابية لكن دون أعراض جانبية خطيرة

بعد استخدام حقن التنحيف، قالت كايت إن ابنتها بيردي بدأت تشعر بتحسن ملحوظ في شكلها منذ الأسبوع الأول، حيث زادت ثقتها بنفسها وتراجعت عصبيتها. كما أكدت أن بيردي أصبحت أكثر قدرة على التحكم في شهيتها، على الرغم من أنها لم تذكر أي أعراض جانبية خطيرة، سوى شعورها بالغثيان الخفيف في بعض الأحيان.

هذه الخطوة أثارت العديد من الأسئلة الطبية والأخلاقية حول مخاطر استخدام حقن التنحيف على الأطفال والمراهقين، وتبقى المناقشات قائمة حول ما إذا كانت هذه العلاجات خياراً آمناً وطويلاً للمساعدة في مكافحة السمنة بين الفئات العمرية الصغيرة.