السؤال هنا، ما الذي يدفع زوج لقتل طليقته وأمها في أطهر بقاع الأرض؟ أي جرم ارتكبته حتى يذبحها وأمها ذبحًا؟، أمام أعين أطفالها الثلاثة، كيف أنهى عشرة سنوات عشر بـ»جرة مشرط»؟.. كان زواجهما عبارة عن رحلة كفاح، يعملان نفس المهنة، يحملان نفس الهم، خرجا سويًا للغربة، وهناك، بعد كل هذه السنوات، تم الطلاق بينهما، وقبل أن يمر شهر على الطلاق، قتل الطليق طليقته، ولم يكتف بقتلها وحدها، بل قتل أيضًا والدتها.. التفاصيل الغامضة التي حاوطت جريمة المصري الذي قتل طليقته وأمها في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية في السطور التالية.
قبل حوالي 15 عامًا، تعرف «محمد» ابن محافظة المنوفية على «أسماء»، في أحد المستشفيات التي كانا يعملان بها، حيث أنهما يعملان في مهنة التمريض، المهم، أعجب بها، وهي الأخرى بادلته الإعجاب، وارتبطا عاطفيًا، وبعد فترة، تقدم لخطبتها، وفي محافظة الشرقية، وتحديدًا في بشتيل السوق، مسقط رأسها، تمت الخطبة، بعدها تم عقد القران، وتزوجا، وانتقلا للعيش في القاهرة.
كانت حياتهما مستقرة إلى أقصى درجة، يعملان في نفس المهنة، اهتماماتهما مشتركة، لذلك كانت بداية زواجهما بداية مثالية، يتمناها أي زوجين، لكن ولأنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، دبت بوادر الخلافات بين الاثنين.
كانت البداية الأولى في عقد العمل في الممكلة العربية السعودية، والتي حصلت عليه أسماء، وأصبحت ترغب في السفر للعمل في المملكة، في البداية رفض الزوج، لكنها استطاعت إقناعه، وقالت له بإنها ستذهب للسعودية وعندما تستقر أمورها سترسل إليه، ليعمل معها. على مضض وافق الزوج، وسافرت أسماء، وفعلا صدقت، حيث أنها بعد فترة أرسلت إليه، وسافر إليها.
إلى هنا كانت كل الأمور مستقرة، خاصة وبعد أن أنجبًا ثلاثة أبناء، أكبرهم فتاة، لكن بدأت الخلافات تعرف طريقهما، وبدأ الاثنان يرتبان ترتيبًا مسبقًا لأي خلاف، كالذي يستعد أن يبيع، مهما كان الثمن.
الزوجة، الممرضة، أسماء، أرسلت في طلب أمها، وسافرت فعلا الأم وعاشت في مكة المكرمة، حيث كانت تتمنى، والزوج الممرض، أرسل في طلب أمه، وسافرت إليه، لكنها كانت تأتيه زيارات، وتعود إلى مصر بعد أن تنتهي الزيارة، هذه التصرفات تشير إلى البر الذي كان عليه محمد وأسماء، لكن طريق جهنم، دائمًا محفوف بالنوايا الطيبة.
الزوجة تقدمت في عملها، ونجحت، والزوج كذلك، لكن ليس على نفس درجة وكفاءة زوجته، الأمر الذي عزز بداخله الغيرة، وبدأت بوادر الانشقاق.
ضرب
كانت الزوجة تشير في بعض تصرفاتها إلى كفاءتها العملية، خاصة وأنها تعمل في مستشفى الزاهر، بالمملكة العربية السعودية، وأصبح لها وضعاا متميزا داخل المستشفى، على الناحية الثانية كان الزوج بخلاف أنه يشعر بالغيرة، كان أيضًا يراوده شعور الشك، والذي دخل قلبه وتمكن منه، حيث أنه بدأ يشك في تصرفات زوجته، وكثيرًا ما قاده الشك إلى ضربها والتعدي عليها، حتى أن حدة الخلاف وصلت بينهما إلى أن حررت ضده محضرًا في قسم شرطة جرول بمكة المكرمة، وفعلا تم القبض عليه، ولولا تدخل أصدقائهما ما كانت تنازلت «أسماء» عن محضرها، لكن الأقربين أقنعوها أنهما اثنين في غربة، وعليهما أن يتحملا بعضهما البعض.
التعديات زادت عن الحد، والضرب المبرح أصبح وسيلة التواصل بين الزوج والزوجة وبلا سبب وعليه، كان لابد من الطلاق، وتم الطلاق بعد أكثر من 12 سنة زواج.
طلق محمد زوجته أسماء قبل حوالي شهر، وانتقلت للعيش مع والدتها في مسكنها، وهو الآخر بحث عن مسكن خاص به، وأرسل لوالدته كي تعيش معه.
إلى هنا كل الأمور – على الرغم من كم الخلافات والطلاق – كانت مستقرة، لكن الزوج، محمد، كان يراوده دائمًا شعور الشك بلا سبب، وحكى ما يراوده لوالدته، وبدلًا من أن تهدئ من روعه، وتقول له بإن زوجتك عاشت معك فترة كبيرة ولا يمكن أن تشك في سلوكها، عززت شعور الشك لديه، وأكدته، وقالت وعادت، حتى أصبح كلامها أشبه إلى التحريض.
الجريمة
وعليه، قرر الزوج أن ينتقم من زوجته، ويقتلها، وبالفعل، أحضر «مشرطا» – بحكم أنه ممرض يستطيع أن يحصل عليه بكل سهولة- وذهب لزيارة أولاده في مسكن والدة طليقته، بعد أن علم أن طليقته داخل المنزل، وأثناء ما كان يجلس مع أولاده، تسلل ودخل إلى غرفة نوم طليقته، والتي كانت غارقة في سبات عميق، شعرت «أسماء» بواقع خطواته على الأرض، فقامت مفزوعة، لكن بمجرد ما أن صرخت فيه ليخرج من غرفتها، أخرج المشرط من ملابسه، وطعنها عدة طعنات، فسقطت على الأرض غارقة في دمائها.
كانت أمها قد أتت على صوت صرخة ابنتها، وعلى الفور خرجت كي تستغيث بالسكان، لكن ما أن عادت، كان «محمد» قد أتم مهمته، وقتل طليقته، وبنفس «المشرط»، أمسك أم طليقته، «حماته السابقة»، وطعنها عدة طعنات، ليسقطها على الأرض غارقة في دمها. ارتكب المجرم الجريمتين أمام أعين أولاده.
ضبط المتهم
في سياق متصل، تمكنت السلطات السعودية من القبض على المتهم بقتل طليقته وحماته في مكة المكرمة، والذي تبين أنه أقدم على هذا الفعل بعد التعدي على المجني عليهما بالضرب أكثر من مرة في وقائع مختلفة، وتم الإبلاغ عنها مسبقا في قسم شرطة جرول.
وقد نشر الحساب الرسمي للأمن العام السعودي على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، صورة للمتهم من الظهر؛ حيث أعلنت ضبط شرطة مكة المكرمة على المتهم لاعتدائه على زوجته ووالدتها بسلاح أبيض إثر خلافات بينهم، ما أدى إلى مقتلهما، وجرى إيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، وبعد ضبطه واعترافه بالواقعة، ألقى الأمن السعودي القبض على والدته، بتهمة التحريض على القتل.