لم يكن سكان قرية أبوالريش بمحافظة أسوان يعلمون أن قريتهم التي تتسم بالهدوء والسكينة على مدار أعوام طويلة سيكتب لها تبدل الحال وأن يشق سكينتها «فيروس مجهول»، ليصبح في كل منزل بها مريض مصاب بعلامات القيء والإسهال في أسوان مع ارتفاع في درجة الحرارة اعتقدوه مصابًا بـ«الأنفلونزا» في بداية الأمر.
شرب كوب مياه نظيف حلم طال انتظاره إلا أنه لم ينله أهالى «أبوالريش»، حسب وصف محمد مأمون، أحد أهالى القرية.
وقال مأمون : «يعلم الجميع المشكلة التي نعانى منها بسبب غياب المياه النظيفة، ورغم شكوانا منذ عشرات الأعوام بتلوث مياه الشرب فى القرية إلا أنه لم يستجب لنا أحد من المسؤولين، ويتم الإصابة بنزلات يومية من الأهالى بشكل يومى، ووزارة الصحة على دراية بهذا الأمر».
الأهالي يشكون من تلوث مياه الشرب
48 ساعة ماضية خشيت خلالها أمينة راضى، مواطنة، من فتح صنبور المياه داخل شقتها المتواضعة بقرية «أبوالريش»، رغم ارتفاع درجات الحرارة التي تخطت 40 درجة مئوية وحاجتها إلى شرب كوب مياه، إلا أن خوفها من الإصابة بعدوى النزلة المعوية مثل باقى جيرانها، اضطرها إلى شراء مياه معدنية، وهو ما وصفته بالأمر المكلف على ميزانيتها، قائلة: «عدد الإصابات في القرية بيزيد يوم ورا يوم، ومفيش تفسير واحد يكشف حقيقة الإصابات فالجميع داخل القرية يعيش في حالة من الرعب والقلق والخوف على أطفالنا وينتظر دوره في الإصابة».
أما أمين جاد، أحد الأهالى، اضطر إلى السفر مساء أمس الجمعة بصحبة أسرته متوجها إلى القاهرة للإقامة عند عائلة زوجته لحين الإعلان عن انتهاء الأزمة والسيطرة على الوباء المنتشر في أسوان.
نصائح مهمة لمنع العدوى
على الجانب الآخر نشر عدد من الأطباء في أسوان عدة نصائح للوقاية من العدوى تمثلت في الآتي:
– غلى المياه المستخدمة للشرب أو للطهي أو لغسيل المواعين ولغسيل الأسنان.
– تعقيم المياه باستخدام الكلور المخصص لتعقيم المياه وهو عبارة عن كلورونات صوديوم 3_ 3% يضاف نقطتان لكل لتر، ووضع المياه داخل زجاجات مغسولة جيدا بالصابون وتغطيتها بإحكام منعا لتلوثها.
– تسوية الطعام جيدا وغسل الفاكهة والأيدي بالصابون قبل تحضير الطعام وبعد استخدام الحمام أو تنظيف الأطفال.
– لابد من تعقيم دورات المياه وتنظيفها بالكلور.
تصريحات محافظ أسوان
من جانبه أكد اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان أنه تم تحديث منظومة الكلور في محطة الشيخ علي بقرية أبوالريش لتتواكب مع أحدث أساليب ضخ الكلور أثناء عمل المحطة من أجل تحقيق أعلى درجات الأمن والأمان والسلامة لمياه الشرب، ومطابقتها للمواصفات القياسية لتكون ذات جودة نقاء عالية، وللحفاظ على الصحة العامة للمواطنين.
وأضاف كمال، في بيان صحفى، أنه بالتوازى مع ذلك تقوم الفرق الطبية المركزية المتخصصة التي تم إيفادها من وزارة الصحة، وأيضًا الفرق الفنية من الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بمواصلة جهودها من خلال المرور على محطات ومرشحات وخطوط مياه الشرب بهذه المناطق، والتى شهدت أخذ العينات من المحطات والمرشحات والمنازل، وهو ما يتم تنفيذه بصفة مستمرة من خلال الفرق المتخصصة بالصحة وشركة مياه الشرب للتأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية.