يعتبر عام 2025 محوريًا بالنسبة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يسعى لتحقيق انتصار كبير على أوكرانيا وتحقيق أهدافه المعلنة، وذلك خوفًا من تفاقم الأوضاع الاقتصادية المتوقعة في 2026 التي يُمكن أن تكون عائقًا كبيرًا وسبب في تراجع الهيمنة الروسية.

وكسرت الحرب الروسية الأوكرانية حاجز الـ 900 يوم، مع استمرار القتال العنيف بين الجانبين على مستوى كل محاور الصراع، وأصبحت روسيا تسيطر على العديد من الأراضي المهمة، وتواصل تقدمها ببطء على طول الجبهة، بينما يكافح الجيش الأوكراني في ظل نقص المعدات والجنود.

قوة روسيا
وحلل معهد دراسات الحرب الأمريكي ومقره واشنطن، التقارير الاستخباراتية المختلفة التي كشفت عن أن فشل الرئيس الروسي في تأمين النصر في أوكرانيا بحلول أوائل عام 2026 سيقوض تطلعات روسيا في البقاء قوة عظمى عالمية على مدى السنوات الثلاثين القادمة.

ويرجع ذلك إلى أن روسيا تتوقع تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بحلول منتصف عام 2025، وهو ما سيفرض قيودًا اقتصادية كبيرة تؤدي إلى تدهور قوة روسيا في دعم جهود الحرب في أوكرانيا على المدى المتوسط إلى الطويل وهو ما يجعله عام الحسم.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تعبئة جزئية
ويعاني الجيش الروسي بحسب الاستخبارات الأوكرانية، من نقص في الأفراد وانخفاض في عدد المتطوعين الجدد، مشيرين إلى أن الضغط الاقتصادي سيجبر بوتين على اتخاذ قرار حاسم، إما إطلاق تعبئة أخرى محفوفة بالمخاطر ومثيرة للجدل أو تقليل شدة العمليات القتالية في أوكرانيا.

ويرى المعهد أن بوتين لا يزال يعارض الإعلان عن تعبئة جزئية أخرى؛ خوفًا من السخط المحلي ومن المرجح أن يستمر في توجيه وزارة الدفاع لمواصلة جهود التعبئة المشفرة الجارية حتى تبدأ هذه الجهود في التخلف عن المتطلبات التشغيلية في أوكرانيا.

الشركاء الأجانب
ومن المرجح، بحسب التحليلات أن تواجه روسيا تحديات متزايدة في إنتاج وشراء المواد العسكرية التي تتطلبها العمليات الروسية في أوكرانيا، حيث من المنتظر أن يعتمد الكرملين بشكل متزايد على الشركاء الأجانب لتلبية احتياجاته من المواد، بعدما اعتمد بشكل كبير على مخزونات الأسلحة والمعدات العسكرية من الحقبة السوفيتية.

وفي سياق الحرب تواصل القوات الروسية توغلها في منطقة خاركوف؛ بهدف دفع القوات الأوكرانية بعيدًا عن الحدود الدولية مع منطقة بيلجورود، كما تواصل جهودها للاستيلاء على ما تبقى من منطقة لوجانسك ودفع الأوكران غربًا إلى منطقة خاركوف الشرقية ومنطقة دونيتسك الشمالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *