انتقدت صحيفة “جمهوري إسلامي”، وهي من أبرز الصحف المعتدلة في إيران، بشدة تبني عقيدة “التوجه نحو الشرق” في السياسة الخارجية الإيرانية، ودعت إلى أن يكون “المبدأ الأساسي” هو “لا شرقية ولا غربية”، واعتبرت أنه يجب اتباع هذا “المبدأ” في 3 محاور هي: العلاقات مع دول المنطقة، ومع المعسكرين الشرقي والغربي، ومع باقي دول العالم.

وكتبت صحيفة “جمهوري إسلامي” في افتتاحيتها: “يجب أن يكون المعيار الأول في دبلوماسيتنا في المنطقة مبنياً على التعامل مع الحكومات، ولكن المشكلة التي نواجهها في علاقاتنا مع دول المنطقة تكمن في أننا لم نلتزم بهذه السياسة، لذا فإن مراجعة هذه السياسة ستزيل هذه المشكلة بالتأكيد”.

وترى الصحيفة أن تحقيق هذا الهدف تدريجيا، والطريق للوصول إليه، يكمنان في منع التغيرات الموسمية فيما يتعلق بمبدأ سياسة التعامل مع هذه الحكومات.

ويبدو أن الصحيفة تنتقد بذلك ضمنياً تفضيل العلاقة مع الميليشيات على العلاقات الدبلوماسية مع الحكومات في المنطقة.

مواجهة إيران للغرب تصب في “مصلحة موسكو والصين”

أما بخصوص التعامل مع ما وصفته الصحيفة بـ “تنظيم العلاقات مع المعسكرين الشرقي والغربي،” فكتبت “جمهوري إسلامي”: “لا ينبغي التودد لأحدهما والعبس بوجه الآخر، بل يجب أن نعترف بأن سياسة الابتعاد والمواجهة مع الغرب والدول الأوروبية تصب مئة بالمئة في مصلحة سياسة موسكو”.

وتابعت الصحيفة: “صحيح أننا انضممنا إلى منظمات مثل “شانغهاي” و”بريكس”، لكن يجب أن نلاحظ أن جميع الطرق قد أُغلقت في وجهنا بمساعدة الصين”.

وواصلت الصحيفة: “ما دمنا لا نحظى بامتيازات العلاقات المتوازنة على المستوى الدولي، لن نستفيد بالشكل المطلوب من التحالفات الإقليمية، ففي آسيا، توجد قوى ناشئة، وتعزيز العلاقات معها يمكن أن يساعد في دبلوماسيتنا الدولية، لذا إذا استغللنا إمكاناتنا الكامنة واعتمدنا على سياسة التوازن في العلاقات الدولية، يمكننا تحويل إيران إلى قوة بلا منازع في المنطقة”.

“لا شرقية ولا غربية”

ووفقا للصحيفة فإن مبدأ “لا شرقية ولا غربية”، الذي وصفته بـ “المبدأ الاستراتيجي”، رغم أنه مكتوب على بوابة وزارة الخارجية الإيرانية، ليس “محور دبلوماسيتنا الخارجية”، والمعنى الحقيقي لهذا المبدأ هو الاستقلال في السياسة الخارجية وفي الوقت ذاته التفاعل مع جميع الدول باستثناء “الكيان الإسرائيلي المزيف وغير الشرعي” على حد تعبير “جمهوري إسلامي”.

وعلقت الصحيفة: “يتطلب هذا الاستقلال في التعامل، وألا نبالغ في علاقاتنا مع أي من المعسكرين الشرقي أو الغربي، وكذلك ألا نسعى إلى قطع العلاقات مع أي منهما، ففي العقود الأخيرة، وخاصة في السنوات الماضية، تعرضنا لأضرار كبيرة نتيجة الإفراط في الثقة بالمعسكر الشرقي، وحرمنا أنفسنا من فوائد سياسة التوازن”.

اتهام دول “المعسكر” الشرقي بتعزيز العقوبات على إيران

وفي إشارة إلى عدم استخدام بكين وموسكو حق النقض ضد القرارات الدولية بشأن فرض عقوبات على طهران قبل التوصل إلى الاتفاق النووي في 2015، اتهمت “جمهوري إسلامي” الدولتين بمشاركة الغرب في فرض العقوبات، “لأنهما تفضلان مصالحهما على التعاون مع إيران، ولا تعتبر حتى الاتفاقات طويلة الأجل مع إيران بمثابة منصة لحماية مصالحها”.

ودعت الصحيفة في الختام الخارجية الإيرانية إلى “مراجعة وإعادة بناء البنية التحتية للسياسة الخارجية” ورفضت النهج السابق، بغية “الخروج من المأزق الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي تعيشه إيران”.

بقلم /رضوي شريف ✏️✏️📚