سر اختيار اللون الأسود لـ«روب المحاماة»؟
في عام 1798 في فرنسا كان احد القضاه جالسا في شرفة منزله وشاهد مشاجرة بين شخصين انتهت بمقتل أحدهما، ليفر القاتل هارباً، ويأتي شخصاً لإسعاف القتيل ويأخذه إلى المستشفي، ولكن يفارق المجني عليه الحياة وتفشل محاولات إنقاذه.
وحينما تم القبض على المتهم اقتيد إلى القاضي الذي رآه وهو يقتل. ورغم أن المتهم أثبت بالدليل اليقيني أنه كان موجوداً بمكان آخر لحظة وقوع الحادث إلا أن القاضي لم يلتفت لدفاع المتهم لأنه كان متأكدا من أنه رآه بعينه وهو يقتل، وبالتالى ثبت في يقينه أن المتهم كاذب وأصدر الحكم بإعدامه، وبالفعل تم تنفيذ الحكم وأعدم المتهم على المقصلة.
وبعد مرور عام أو اكثر فوجئ القاضي بالمتهم ذاته يقف أمامه متهماً في جريمة قتل أخرى. ومع هول المفاجأة سأله القاضي كيف هربت وقد سبق وشهدت بنفسي تنفيذ حكم الإعدام فيك؟ وكانت المفاجأة في إجابة المتهم حيث قال إن من تم إعدامه هو شقيقه التوأم وهو مظلوم، لأن من ارتكب الجريمة الأولى هو الماثل أمام القاضى وليس شقيقه الذي تم إعدامه ظلماً.
وهنا أدرك القاضي مدى الخطأ الفادح الذي ارتكبه وأعلن ذلك للجميع، وكان ذلك سبباً في إعلان المبدأ القانوني الذي يقول إنه يجب على القاضي أن يحكم بما أمامه من أوراق وليس بعلمه الشخصي وهو المبدأ المعمول به حتى الآن.
وفي إحدى المحاكمات التي كان يقوم بها هذا القاضي وجد أحد المحامين يدخل عليه وهو يرتدي روبا أسود فسأله عن سر ارتدائه هذا الروب.. فكان رد المحامي هو أن هذا الروب الأسود ليس إلا رمزاً لشبح المتهم البرىِء الذي أعدمته ظلماً حتى تتذكره دائما وانت تحكم فلا تحكم إلا بالعدل حتى لا تظلم أناسا آخرين.
ومنذ ذلك التاريخ أصبح ارتداء الروب الأسود تقليداً عاماً عند المحامين وتذكيراً للقضاة بزميلهم الذي أخطأ حتى لايقعوا فيما وقع فيه ويظلم بريئاً.