أعلنت السعودية عن تقديم دعم مالي شهري للأشقاء في فلسطين، للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها، حسب ما أفادت به وزارة الخارجية السعودية، بهدف تخفيف آثار المعاناة التي سببها الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته الصارخة للقوانين كافة والأعراف الدولية، منها القانون الدولي الإنساني

الكاتب والخبير السياسي الدكتور محمد الحربي، أكد أن هذا الدعم المباشر لقطاع غزة ومحيطها يأتي من السعودية وتخصيص مبالغ شهرية لتخفيف الآثار الناتجة عن الدمار والحصار والقتل المستمر من قبل المحتل الإسرائيلي لهذا الشعب ومحاولته تهجيره، وهذا الدعم يأتي من حرص السعودية المستمر على دعم الشعب الفلسطيني لأكثر من ٨ عقود.

ووصف الحربي المبادرة في حديثه بأنها مسار إنساني وأخلاقي دأبت عليه السعودية وقادتها، على رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأكد أن قضية فلسطين قضية محورية ومركزية لدى السعودية، وأن الموقف السياسي والدبلوماسي لم ينفصل عن المواقف الإغاثية والإنسانية للشعب الفلسطيني بكافة أطيافه، وإنما يعبر عن حرص السعودية وقيادتها على العالمين العربي والإسلامي عبر مؤتمرات ولجان وزارية برعاية السعودية ومبادرة الرياض مع الاتحاد الأوروبي والاجتماع لحل الدولتين على حدود ٦٧، بما فيها القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

الخيار الاستراتيجي

وأضاف الحربي: مر الآن على عملية الاجتياح الإسرائيلي والتدمير ما يقارب السنة منذ ٧ أكتوبر الماضي، حيث دفعت السعودية للشعب الفلسطيني ما يقارب ٥.٥ مليار دولار، مؤكداً أن الخيار الاستراتيجي للسعودية هو السلام.

وتابع: بدأنا في مراحل مقلقة من معاناة الشعب الفلسطيني على المستوى الإنساني والسياسي، فالكل الآن يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وقد حملت السعودية الراية عبر كافة الأبعاد والمستويات السياسية والإنسانية والأخلاقية، ولا يزال العمل مستمراً، مما يعبر عن قيمة ومكانة السعودية الشامخة الأبية، وكما أعلنت المنظمة الأممية “أوتشا”، فإن السعودية من أسرع الدول استجابة للأعمال الإنسانية والأخلاقية عبر العالم.

تبني القضية الفلسطينية

وفي حديثه، كشف الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الرحمن الملحم، في إطار المساعدات المستمرة التي تقدمها السعودية للشعب الفلسطيني الشقيق جراء ما أصابه من محن وويلات حروب من العدو الإسرائيلي، أنه يمكننا القول إن السعودية ليست حديثة عهد في موضوع تقديم المساعدات، فقد تبنت القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى الآن. وتعتبر السعودية الأولى حول العالم في تقديم الدعم المستمر للأخوة الأشقاء الفلسطينيين، ويشمل الدعم تقديم مساعدات مالية وعينية، بالإضافة إلى الدعم القوي من خلال المؤتمرات وجلسات مجلس الأمن.

موقف حازم

وأضاف الدكتور الملحم، أن السعودية قامت بوقفة قوية جدًا ومشهود لها من جميع دول العالم أثناء الاعتداء على غزة، بعد أن دعا سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، إلى إقامة مؤتمر استثنائي للدول العربية والإسلامية لاتخاذ موقف حازم تجاه الدول الكبرى لوقف العدوان الإسرائيلي وإطلاق النار في غزة. وقد أثمرت هذه الجهود بشكل كبير جدًا، وما نراه اليوم من دعم مركز الملك سلمان للإغاثة هو نتيجة لهذه المساعي.

بقلم /رضوي شريف ✏️✏️📚